خاص
play icon
الجمعة ١١ تموز ٢٠٢٥ - 12:53

المصدر: صوت لبنان

جنى مكرم بيّوض تتحدّث عبر صوت لبنان عن تجربة مدرسة Lycée Montaigne -بيت شباب في احياء يوم التراث اللبناني

حلّت الدكتورة جنى مكرم بيّوض، منسقة لغة عربية للمعفيين من تعلّمها بحسب المنهج الرسمي، مؤلفة سلسلة كتب “فانوس” – دار سمير، عضو بلجنة إعداد مناهج اللغة العربية بالمركز التربوي للبحوث والإنماء، ضيفة ضمن برنامج “إنترفيو” عبر صوت لبنان متحدّثة عن تجربة مدرسة Lycee Montaigne -بيت شباب في احياء يوم التراث اللبناني بطريقة تربوية مبتكرة.

وقالت في هذا الاطار، ان حبها للتراث ينبع من فهمها العميق لمعناه، فهو الجذور التي تنمو منها فروع الهوية، وهوالمنارة التي تضيء درب الاجيال، مؤكدة ان التربية على التراث يجب ان تمتد على مدار العام الدراسي وليس ان تقتصر على يوم واحد، وان تُتفتح المتاحف ليوم واحد امام الزوار من قبل وزارة الثقافة.
وأوضحت ان المقاربة التربوية التي اعتمدتها المدرسة تمحورت حول الترابط العمودي بين الصفوف حيث يستكمل كل صف ما بدأه الصف الذي سبقه والترابط الافقي داخل الصف الواحد عبر انشطة تبدأ مع بداية العام الدراسي وتتوج في نهايته.

وعن كيفية اشراك الطلاب المعفيين من المنهج اللبناني الرسمي،أجابت:” هؤلاء يحملون جنسيات متعددة لكنهم من اصول لبنانية، وهدفنا ان يشعروا بالفخر بجذورهم وبانتمائهم الى وطنهم الأم”.

واوضحت ان المشروع بدأ مع الصف السادس حيث تعرف الطلاب على الحكايات الشعبية والأمثال الشعبية، ثم اختاروا مثلا شعبيًا ونسجوا حوله قصة عن “البصل”ومنها فتحنا نافذة عن المونة اللبنانية مما فتح نافذة على أدب أنيس فريحة وغيره من الأدباء.
ولفتت الى ان هذه الانشطة لم تكن منفصلة بل مترابطة وانتقلت من الصف السادس وصولا الى الصف التاسع في منهجية تعرف بالMatrix Curriculum حيث تتداخل المواد بشكل عضوي.

وأضافت ان الطلاب قاموا بتحويل آثار من مناطق الادباء اللبنانيين الى مجسّمات وأسسوا متحفا مدرسيا خاصا، مؤكدة ان اللغة العربية كانت جزءا اساسيا من المشروع حيث استخدمها الطلاب في البحث والصياغة مما ساعدهم على تطوير مهاراتهم اللغوية دون شعور بالعبء.
واشارت الى ان الصف الثامن استضاف شخصيات مؤثرة مثل المايسترو غارو أفيسيان والسيدة سارة ابو درغم مديرة مركز الابحاث بمسرح كراكلا ،وغنوا الاغاني التراثية واجروا ابحاثا حول الدبكة والموسيقى الشعبية.
ولفتت الى ان الصف التاسع غاص في عالم المسرح اللبناني فدرس الطلاب تاريخ المسرح من مارون النقاش الى الرحابنة ومنير دبس، واستضافوا فنانين كبارًا مثل رفعت طربيه، هنري زغيب، غدي الرحباني وجورج خباز وقدموا عروضا ومداخلات أغنت تجربتهم الثقافية.

وقالت ان الطلاب كتبوا نصوصا طويلة سليمة لغويا رغم انهم معفيون من المنهج اللبناني الرسمي مما يدل على نجاح المقاربة التربوية التي تعتمد السياق لا التلقين.
وعن التتويج في يوم التراث اللبناني، اوضحت ان الطلاب عرضوا مشاريعهم وشاركوا بعروض مسرحية ومجسّمات، وغنوا الاغاني الشعبية والتراثية وصمموا اعلانا بمساعدة مصممة غرافيك اختاروا
فيه شخصيات لبنانية مثل جبران خليل جبران ،فيروز وديع الصافي ، قلعة بعلبك، مبريزين الاكل اللبناني التبولة والمناقيش.

وعن التحديات في تعليم اللغة العربية من خلال المشاريع، اجابت: التحدي الحقيقي يكمن في تغيير الاسلوب فالمعلم يجب ان يكون واعيا في كيفية تعليم اللغة ومهاراتها عبر المشاريع وعلى الاهل والطلاب ان يدركوا ان اللغة تكتسب ضمن سياق تربوي هادف.

وأضافت ان النجاح يتطلب تشبيكا بين المواد المختلفة ورؤية منهجية موحدة، وان يوم التراث يجب ان يكون تتويجا لمشروع تربوي ممتد على مدار السنة وليس مجرد احتفال سنوي تقليدي.
وختمت حديثها قائلة ان هذه التجرية نالت ثناء الضيوف والمجتمع التربوي، وانها تشعر بالفخر بما قدمه الطلاب لا سيما في توظيف اللغة العربية كوسيلة للتعبير عن الذات والانتماء داعية الى تعميم هذه التجرية على المدارس الاخرى.