خاص
play icon
play icon pause icon
جوني خلف
الخميس ١٣ أيار ٢٠٢١ - 22:04

المصدر: صوت لبنان

خلف: فقدت ثقتي بالعهد ومصدوم من تصرفاته ومعلوف لا يرى انعكاسا لأحداث فلسطين على لبنان

إنتقد العميد المتقاعد جوني خلف غياب المسؤولين من أهل السلطة عن التعاطي مع الازمات التي يعاني منها اللبنانيون معلنا عن الصدمة التي  يعيشها نتيجة الأسلوب الذي اعتمده رئيس الجمهورية ميشال عون في مواجهة الجروح النازفة الناجمة عن مسلسل الأزمات التي يعيشها لبنان. معتبرا ان ذلك ادى به الى فقدان الثقة بالعهد في ضوء الرهانات التي عقدت عليه. وناشد خلف اي من المسؤولين من رئاسة الجمهورية الى السلطتين التنفيذية والتشريعية الى ان يكون لدى اي منهم الجرأة الكافية ليخبر اللبنانيين عما يجري واسبابه وكيفية المعالجة. كما دعاهم الى اعلان اي منهم مسؤوليته عما يجري وتحمل النتائج المترتبة على سوء الإدارة والفشل الذريع في مقاربة اي ملف من الملفات المفتوحة.

من جهته حمل  السفير اللبناني السابق مسعود معلوف المقيم في واشنطن رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتانياهو مسؤولية ما يجري في القدس وقطاع غزة والمدن الكبرى ومحيط القطاع لمجرد الاعتداء على ابناء “حي الجراح” في القدس وطردهم من منازلهم في شهر رمضان وعشية عيد الاضحى واصفا ردة فعل الفلسطينيين بالمفاجئة على اكثر من مستوى ولا سيما القدرات العسكرية والقوة الصاروخية التي ضربت المدن الإسرائيلية والتي لم تكن مترقبة لا من الجانب الاسرائيلي ولا من الجانب الاميركي.

كان كل من خلف ومعلوف يتحدثان أثناء مشاركتهما في برنامج “مانشيت المساء”  من صوت لبنان حيث لفت خلف الى فشل السلطة في حل ومواجهة اي من الملفات والقضايا العالقة التي يعيشها اللبنانيون على كل المستويات الاقتصادية والمالية والبيئية وصولا الى ما تركته نكبة بيروت من ازمات صحية وتربوية وجامعية محملا أركان السلطة بالتكافل والتضامن مسؤولية ما آل إليه الوضع وليس لرئيس الجمهورية لوحده رغم أنه وحده هو من اقسم على الدستور من اجل ودة لبنان وسلامة مواطنيه وسيادته واستقلاله.

ولفت الى ان اخطر ما يواجهه لبنان العزلة الدولية نتيجة السياسات التي قادت البلاد الى محور الممانعة بعد سيطرة السلاح غير الشرعي على القرارات في البلاد نتيجة تحالفات أسرت أطرافها وجعلتهم يتخلون عن الكثير من الثوابت السياسية الوطنية. واستهجن خلف النهج الذي اعتمده رئيس الجمهورية الى ان اصبح محاصرا في الداخل تقاطعه معظم أطراف التسوية التي جاءت به الى رئاسة الجمهورية والحصار الخارجي الكبير الذي جعل البلد محاصرا من كل الجهات يعيش في عزلة دولية غير مسبوقة.

ولم يخف العميد خلف صدمته من عدم قدرة رئيس الجمهورية على تنفيذ او ترجمة الوعود او اي بند من بنود “خطاب القسم” الذي وعد فيه اللبنانيين بالكثير الذي لم يتحقق. ومن هذا الكثير ما وعد به من اجل مكافحة الفساد وحماية المال العام وذلك نتيجة الأخطاء الجسيمة التي ارتكبت والاسلوب الذي اعتمد في أكثر من اتجاه داخلي وخارجي  ادى الى عجز السلطات عن القيام بأبسط واجباتها وانهيار  المؤسسات واحدة بعد اخرى الى ان طالت بعد نكبة بيروت والأزمة النقدية إلى سقوط السلطة القضائية وصولا الى المجلس الدستوري بعد الشلل الحكومي وعدم القدرة على تشكيل حكومة جديدة وسط استنسابية في عمل السلطة التشريعية التي تصدر القوانين ولا تتابع تنفيذها الى ان وصلنا الى ما وصلت إليه البلاد من شلل.

وحذر خلف من ثورة الجياع ان استمرت المعانة اليومية بحيث يمضي اللبنانيون معظم أوقاتهم لتأمين المحروقات ويبحثون عن المواد الغذائية والأدوية بأسعار خيالية بعد فقدان المواد المدعومة في ما السلطة تتلهى بخطوات لا تشبع جائع مستغربا الغياب التام للمعالجات والفشل في تنفيذ الوعد معتبرا ان الوعد بالبطاقة التموينية والتمويلية كذ1بة كبيرة سيكتشف المواطنون حجمها في وقت قريب.

واذ رأى خلف ان المبادرة الفرنسية انتهت باعتراف اصحابها، نوه بالخطوة التي قام بها وزير الخارجية الفرنسية الى بيروت محذرا من الآتي ومن مخاطر تمادي هذه السلطة بإجراء آتها. واكد ان ان اللقاء الذي عقده لودريان مع “القوى التغييرية” يتقدمها رئيس حزب الكتائب اللبنانية سامي الجميل والجبهة المعارضة الجاري تشكيلها افضل ما انتهت اليه الزيارة محليا ودوليا. كاشفا بذلك الكثير مما يتطلع اليه اللبنانيون الطامحون الى سلطة جديدة تنهي الواقع القائم بالتدرج وعبر انتخابات نيابية تؤدي الى ولادة سلطة جديدة تعرف ما يريده اللبنانيون وتلاقي ما يريده المجتمع الدولي.

من جهته قلل السفير معلوف  من المخاطر المحتملة لما يجري في فلسطين المحتلة على الوضع في جنوب لبنان ولم ير اي انعكاس له على الساحة اللبنانية. لافتا الى ان ما حصل يتحمل مسؤوليته رئيس الحكومة الاسرائيلية الذي قاد الوضع الى الانفجار الكبير نتيجة الإجراءات التي أخرجت الفلسطينيين عن طورهم نتيجة الإجراءات التي اتخذت في حي “الشيخ جراح”  في القدس والمسجد الاقصى في آخر أيام شهر رمضان وعشية عيد الفطر.

وقال معلوف ان اليهود في العالم والولايات المتحدة بنوع خاص يدركون ما حصل ويحملون نتنياهو مسؤولية ما وصلت إليه الحال في فلسطين. مؤكدا ان الاستخبارات الاسرائيلية والقيادة السياسية فشلت في تقديرها للموقف ولم تتوقع مخاطر إجراءاتها الظالمة بحق شعب هو ابن الأرض التي يريدون اقتلاعهم منها. كما أنها لم تكن على علم بحجم ترسانة الصواريخ التي استهدفت مدنهم ومطاراتها فشلت الحركة فيها في أسوأ توقيت اعتمده الجيش الإسرائيلي فارتكب الخطأ الذي سيؤدي إلى فتح حسابات اخرى.

واصر السفير معلوف على اعتبار ما حصل مواجهة – إسرائيلية – فلسطينية لا دور لإيران فيها فهم بالتأكيد لا يريدون تدمير غزة كما يحصل اليوم. وحذر من احتمال فشل الادارة الاميركية في معالجة الوضع القائم اليوم في فلسطين المحتلة بالسرعة التي يتمنونها. وكذلك بالنسبة الى الوساطة المصرية رغم قدرتهم على التحدث مع طرفي الصراع. 

وانتهى معلوف الى التأكيد بأن ادارة الرئيس بايدن لا تمتلك حتى اللحظة اي خطة استراتيجية متكاملة لقضايا الشرق الأوسط والقضية الفلسطينية واحدة منها وان الاحداث الاخيرة ستقوده حتما الى الاسراع في وضعها وهو ما يحتاج بعض الوقت لتبيان عناوينها وأهدافها وما يمكن ان تقوم به الى جانب الوساطة المصرية. وعليه فإنه حتى اليوم.