محلية
الأربعاء ٢٠ كانون الثاني ٢٠٢١ - 11:37

المصدر: Kataeb.org

داغر: لدينا قناعة راسخة بأنّ الموجودين في المجلس والحكومة والرئاسة لن يصنعوا التغيير لأنّهم أصل العلّة

أكد الأمين العام لحزب الكتائب سيرج داغر أنه منذ إبرام التسوية كنا خارجها ومنذ اندلاع الثورة انخرطنا فيها، لافتا الى أن نوعية النشاطات تتغيّر وفق ظروف البلد، مشددا على أنّ هناك صعوبة في النزول الى الشارع في ظل الأرقام المرتفعة في وفيات وإصابات فيروس كورونا، كما أن النزول الى الشارع ليس دائمًا هو العمل الصحيح لمعارضة المنظومة.
داغر وفي حديث لبرنامج “بالمباشر” مع الزميل “رواد ضاهر” أكد أن ما قمنا به منذ خروجنا من المجلس النيابي هو الدخول في عملية تشبيك وبناء المعارضة التي نحاول بناءها، مشيرًا إلى ان الناس كانت تنتظر من الثورة أن تطرح نفسها كبديل.
وأوضح في هذا السياق أننا أمام فريقين: “السلطة من جهة والثورة وهي مجموعة المواطنين ولكل منهم مطالبه ورأيه من جهة ثانية، فهناك من يهمّه النظام الليبرالي وهناك من هو مع السلاح وهناك من هو ضده”، مضيفًا: “ما نقوم به بناء جبهة معارضة وطنية ليكون أمام اللبنانيين السلطة، الثورة والمعارضة التي تطرح نفسها كبديل ببرنامج واضح ورؤية واضحة وشخصيات واضحة تُطمئن الرأي العام”.
ولفت إلى أننا نحاول العمل مع أوسع شريحة من الناس لكن ما يهمنا معياران: “السيادة والإصلاح”، موضحًا أن المنظومة تتكوّن من تحالف بين المافيا أي أفرقاء المنظومة والميليشيا أي ح-ز-ب ا-ل-ل-ه، مشيرًا إلى انه لا يمكن أن نسمّي ما نحاول بناءه حتى الآن جبهة، بل مجموعات كلاسيكية ومجموعات انبثقت من الثورة منها: “حزب الكتائب وحركة الاستقلال، والنائبة المستقيلة بولا يعقوبيان، والنائب المستقيل نعمة افرام، وتقدّم، وعامية 17 تشرين، ولقاء تشرين، وخط أحمر، والجنوب ينتفض، ومجموعة الثوار في فرنسا، والسيدة جولي دكاش ومجموعتها.
وعن إمكانية اللقاء مع أحزاب المجلس النيابي قال داغر: “هؤلاء جزء من المنظومة والتسوية، معتبرًا أن خروجنا من مجلس النواب وضع الحد الفاصل بين أفرقاء السلطة والمعارضة، فهناك من استقالوا وانضموا الى صفوف الناس وهناك من بقوا في مجلس النواب والحكومات، وفعليا هم أفرقاء التسوية الرئاسية.
وردا على سؤال عن القوات اللبنانية قال داغر: “القوات جزء من الأفرقاء الذين أبرموا التسوية، لافتا إلى أن المسألة هي مسألة معايير، واردف: “القوات انتخبت الجنرال ميشال عون رئيسًا للجمهورية وهي من واضعي قانون الانتخابات الذي اعطى الأكثرية ل ح-ز-ب ا-ل-ل-ه، ووافقت على الموازنات والضرائب وخطة المطامر والكهرباء وفي انتخابات الجامعات والنقابات كانت الى جانب مرشحي السلطة، ففي مكان ما القوات حتى اللحظة هي جزء من التسوية التي أُبرمت في البلد وحُكمًا ليست جزءًا من المعارضة التي نبنيها”.
وعن رؤية الكتائب للإصلاح قال داغر: “نحن نريد تغييرًا شاملا في كل أفرقاء المنظومة بمن فيها رئيس الجمهورية ومن يعملون على تشكيل الحكومة ومن كانوا في الحكومة ومجلس النواب، لكن هذا يحصل من ضمن المسار الدستوري وليس عبر انقلاب، مذكّرًا بأننا قدّمنا مشروع قانون لتقصير ولاية المجلس للذهاب الى انتخابات نيابية مبكرة، لأن المطلوب مجلس جديد ينتخب رئيسًا جديدًا ويشكل حكومة بأكثريات جديدة”.
واكد ان لدينا قناعة راسخة بأن الأفرقاء الموجودين في المجلس والحكومة والرئاسة لن يصنعوا التغيير لأنهم العلّة فكيف نطلب من العلة الحلّ؟ وسأل: “كيف نطلب من المتهمين بسرقة اموال الناس استعادة الأموال المنهوبة؟ وكيف نطلب من الخائفين من القضاء قضاء مستقلًا”؟
وشدد على أن الإصلاح يبدأ بمجموعة قوانين منها استعادة الأموال المنهوبة ورفع السرية المصرفية عن كل من هم في الدولة وعائلاتهم والمتعهدين ومن يعلمون معهم لأنهم شبكة واحدة تضم رؤساء ووزراء وموظفين ومجلس الانماء والاعمار ومجلس الجنوب وصندوق المهجرين وبعض المصرفيين.
ولفت الى أن هناك طريقتين للتغيير، إما من خلال انتخابات نيابية مبكرة أو تشكيل حكومة مستقلة عن افرقاء الطبقة السياسية لديها مهمة واضحة، هي التحضير لانتخابات مبكرة ومفاوضات مع صندوق النقد وإقرار قوانين الإصلاح.
وشرح أننا طرحنا إجراء الانتخابات النيابية وفق أي قانون قائم، موضحًا أننا إن تمكّنّا من الوصول الى قانون أفضل يكون أمرًا جيدًا، لكننا نعرف ان ذلك مستحيل، ذلك أننا نطلب من منظومة فاسدة أن تتوصّل إلى قانون جيّد سيجعلها خارج الحكم، مضيفًا: “إذً، نحن مع إجراء الانتخابات النيابية حتى في ظل القانون الحالي، لأن الناس تقرّر من تنتخب، وجزء كبير من الموجودين لن يعودوا إلى الندوة البرلمانية”.
وتابع داغر: “أما موضوع الحكومة المستقلة فهو طرح لمجموعات الثورة، والذي يفترض اعتراف السلطة بأنها فشلت وقبولها طوعًا بحكومة اختصاصيين، معتبرًا أن هذا الطرح هو إعلان فشل المنظومة الأمر الذي لن يحصل، فنحن ما زلنا نرى أفرقاء السلطة يختلفون على الحصص والثلث المعطل ولمن تعود حقيبة المال ومن يتولى حقيبة الطاقة وهذا معيب بحق اللبنانيين الذين يتضوّرون جوعًا ويموتون على أبواب المستشفيات ولا يجدون الدواء، مشيرًا إلى ان السلطة فشلت في إدارة كل الملفات من كورونا الى الاقتصاد فالمال، من هنا يبقى الطرح الأفضل بالنسبة لنا هو الانتخابات النيابية”.
وعن الرئيس سعد الحريري اكد داغر أنه ليس مستقلًا، لافتا الى أننا طالبنا برئيس حكومة مستقل ووزراء مستقلين عن المنظومة يقومون بمهمة محددة، هي إجراء الانتخابات النيابية المبكرة، إقرار قوانين الإصلاح والقيام بمفاوضات مع صندوق النقد الدولي.
ورفض الدخول في الأسماء لكنه أوضح أن هناك مستقلين ضاربًا مثالا عليهم نقيب المحامين في بيروت ملحم خلف، كما أشار الى أنهم طرحوا اسم جو صدي لتولي وزارة الطاقة، مشيرًا إلى انه أكفأ من الوزراء الموجودين وهو مستقل ولديه الخبرة والنزاهة.
وردًا على سؤال حول ما إذا كان أفضل من الوزير جبران باسيل في الطاقة قال: “لا يمكن أن يكون أسوأ منه، فالوزير ثم مستشاره من ثم مستشارة مستشاره، أوصلونا إلى 18 ساعة كهرباء من ثم 12 من ثم 8″، مضيفًا: “إن أوصلوا وزيرًا جديدًا من المستشارين يصبح لدينا 24/24 انقطاع وليس كهرباء”.
وعن الخطوة التالية، قال داغر: “الرئيس بَشَّرَ بأننا ذاهبون نحو جهنم”، وأضاف: “هم متمسكون بأخذنا الى جهنم وهي لا يمكن ان تكون أسوأ مما نراه، من خلال 40 الى 50 وفاة بكورونا، إلى الجوع وعدم توافر الدواء، وعدم تأمين الكهرباء وصولًا الى الهجرة”، وتابع: “هم مصرّون على أن يأخذونا إلى جهنم ولم أكن أتوقع انهم سيجروننا إليها مما يضعنا جميعًا في حالة مقاومة لهذه المنظومة والمقاومة، فنحن بحاجة لوضع مقاوم لمن يريدون أن يُبيدونا بفعل غبائهم وإهمالهم أو فسادهم في إدارة المرفأ”.
وقال داغر: “السلطة تُبدينا إما بالانفجارات واما بالكورنا واما بالهجرة، ونحن في حالة مقاومة والمقاومة سوف تأخذ اشكالا كثيرة منها بناء معارضة، علاقات دولية، محاولات لتأمين حماية لبنان من قبل المجتمع الدولي تكون على شكل صحي او غيره … وهنا قد يدخلوننا في نظريات التدويل والتخوين”، مشيرا الى ان المعركة مستمرة في اي نوع من الانتخابات إن كانت نقابية او طالبية او نيابية او بتشكيل الحكومة او بالتحرك على الأرض عندما يسمح الوضع”، مشددًا على أننا “كلبنانيين مسلمين ومسيحيين، لن ندّخر جهدًا لخوض معركة البقاء امام هذه المنظومة، التي تريد شد العصب الطائفي ويرغب بعضها في أن يحارب السنّي أخاه الشيعي، أو المسيحي أخاه المسلم”، معتبرًا أنهم “يجيدون هذه اللعبة لأنهم يريدون جرّنا الى العنف، وأردف: “التناغم الذي رأيناه في التظاهرات بين المسيحيين والمسلمين يُخيفهم، لذلك يعملون على اعادة شد العصب الطائفي”.
واكد ردًا على سؤال أننا نطرح أنفسنا كجزء من مشروع البديل الإصلاحي في لبنان.