swiper image
محلية
gallery icon
الأحد ٢٦ حزيران ٢٠٢٢ - 18:00

المصدر: صوت لبنان

ذبيحة إلهية في سيدة لبنان- حريصا احتفالا باليوبيل الذهبي لرابطة كاريتاس لبنان تحت شعار “خمسين… ومكملين”البطريرك الراعي:بإيمان بطرس حققت رابطة كاريتاس المعجزات -الأب ميشال عبود: يمكننا أن نصنع التاريخ معا والله لا يترك شعبه

تحت شعار “خمسين ومكملين”، احتفلت رابطة كاريتاس لبنان باليوبيل الذهبي لتأسيسها، في ذبيحة إلهية ترأسها غبطة البطريرك مار بشارة بطرس الراعي، الأحد 26 حزيران في بازيليك سيدة لبنان- حريصا، بحضور رسمي وروحي وإعلامي حاشد.

شارك في الذبيحة كل من ممثل رئيس الجمهورية الوزير هكتور حجار،  ممثل رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي وزير الداخلية بسام المولوي، ممثلا رئيس مجلس النوّاب نبيه برّي النائب هيكل الخازن ،  وزير الإعلام زياد المكاري، وزير السياحة وليد نصّار، ممثل وزير الخارجية عبدالله بو حبيب المستشار يوسف جبر، ممثل وزير الشباب والرياضة الدكتور جورج كلاّس المستشار ابراهيم الشويري، ممثل وزير العدل الدكتور هنري خوري الأستاذ باسكال انطون، ممثلة وزيرة التنمية الإدارية نجلا رياشي السيدة تريسي صقر، بالإضافة إلى النواب ميشال معوض، جورج عقيص، غسان حاصباني،جميل السيد، جميل عبود، رامي أبو حمدان، رازي الحاج، بيار بو عاصي، جيمي جبور، راجي سعد، هاغوب تيريزيان، غادة أيوب، ملحم خلف، شربل مسعد، فراس سلوم، ممثلة النائب فريد البستاني السيدة ضحى مرهج، ممثل النائب سامي الجميّل النائب سليم الصايغ، ممثل النائب علي عسيران الدكتور جوزف متى، ممثلة النائب ملحم الرياشي الدكتورة هيلدا منيّر، ممثل النائب أشرف ريفي الجنرال إميل ابو نادر، ممثلة النائب جبران باسيل السيدة مي خريش، ممثل النائب نقولا صحناوي السيد رونالد عاجوري، ممثل النائب إدكار طرابلسي الأستاذ جميل مراد، ممثل النائب الياس جرادة السيد جريس جرادة، ممثل النائب اسامة سعد السيد وائل قبرصلي.

كما حضر سفير جمهورية تشيكيا جيري دولوزيل، ممثل المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أياكي إيتو، سفير سريلانكا ويجيراتني مانديس ، رئيس هيئة التفتيش المركزي القاضي جورج عطيّة، رئيس ديوان المحاسبة القاضي محمد بدران، رئيس مجلس شورى الدولة القاضي فادي الياس، المدعي العام لدى ديوان المحاسبة القاضي فوزي خميس، ممثل رئيس مجلس القضاء الأعلى القاضي سهيل عبود القاضي رودني ضو، رئيس الرابطة المارونية خليل كرم، مدير عام الرابطة المارونية الأميرال بطرس أبي نصر، رئيس المجلس الماروني ميشال متّى، رئيس مجلس إدارة تيلي لوميير جاك كلاسي، رئيس الجامعة اللبنانية البروفسور بسام بدران، المديرة العامة لتلفزيون لبنان فيفيان لبّس، رئيس المجلس الوطني للإعلام عبد الهادي محفوض وعقيلته ، مدير عام وزارة الإعلام حسان فلحة، مدير عام وزارة التربية عماد الأشقر، مدير عام النقل البري والبحري الدكتور أحمد تامر وعقيلته، مدير عام وزارة الزراعة الدكتور لويس لحود، مدير عام وزارة المالية السيد جورج معراوي، مدير عام الطرق والمباني السيد طانيوس بولس، ممثلة مدير عام وزارة البيئة دكتور برجي هتجيان الآنسة باتي فرح، ممثل مدير عام إدارة حصر التبغ والتنباك المهندس ناصيف سقلاوي السيد ميلو غصين، ممثل مدير عام التنظيم المدني المهندس الياس الطويل المهندس شادي صليبا.

ومن السلك العسكري حضر مدير عام الدفاع المدني الجنرال ريمون خطار، ممثل قائد الجيش العماد جوزيف عون الجنرال طوني إبراهيم، ممثل مدير عام الامن العام اللواء عباس ابراهيم المقدم لويس روحانا، ممثل مدير المخابرات في الجيش اللبناني العميد انطوان قهوجي الكولونيل الياس سلّوم، ممثل مدير الامن العام الداخلي الجنرال عماد عثمان الجنرال جهاد اسمر، ممثل مدير عام أمن الدولة الجنرال طوني صليبا الكولونيل لبيب سعد، ممثل رئيس المجلس الأعلى للجمارك الجنرال اسعد طفيلي المراقب شربل خليل، ممثل مدير الجمارك السيد ريمون خوري السيد فادي بو غاريوس، ممثل محافظ بيروت السيد مروان عبود الكولونيل هيثم فيّاض. ومن الحضور أيضاً،  نقيب الصيادلة جو سلوم، نقيب المصورين علي علّوش، ممثل نقيب الأطباء دكتور يوسف بخاش الدكتور جورج عساف، ممثلة نقيب المحامين نادر كاسبار الأستاذة كريستين عازوري، ممثل نقيب الصحافة عوني الكعكي الأستاذ خليل خوري،  وممثل نقيب المحررين جوزاف القصيفي الصحافي جوزاف محفوض، وممثل نقيب المهندسين عارف ياسين المهندس كميل هاشم.

ترأس القداس غبطة البطريرك مار بشارة بطرس الراعي وعاونه رئيس الرابطة الأب ميشال عبود، المطران سمير مظلوم الرئيس الأول لكاريتاس ، المطران ميشال عون المشرف على أعمال الرابطة، المطران انطوان بو نجم،  والأب فادي تابت رئيس المزار.

من المسؤولين الروحيين الذين حضروا المناسبة، ممثل السفير البابوي المونسنيور غويسيبي فرنكوني، المطران بولس مطر، المطران سيمون فضول، المطران سمعان عطالله، ممثل المطران جورج بكعوني ألأب كميل ملحم، ممثل المطران ميشال قصارجي الأب رفاييل كوبالي، ممثل البطريرك الروم الملكيين الكاثوليك جوزيف عبسي الأب  كميل ملحم، ممثل بطريرك الارمن الكاثوليك رافائيل ميناسين المطران جورج اسادوريان،قدس الأب العام مارون ابو جودة رئيس الرهبنة الانطونية، الرئيسالسابقلرابطة كاريتاس الأب ايلي ماضي، منسق أقاليم رابطة كاريتاس االأب رولان مراد ، الرئيس الإقليمي للآباء اللعازاريين وعضو في مجلس إدارة كاريتاس الأب زياد حداد، الأب شربل جعجع المدير التنفيذي لإذاعة وتلفزيزن المحبة، الأب رولان مراد منسق أقاليم كاريتاس، الأب رافي اوهانسيان عضو في مجلس إدارة كاريتاس، الأب مايكل زميت  الرئيس الإقليمي للآباء اليسوعيين ، مرشد الرابطة الأب شارل صوايا، ومجلس الإدارة ورؤساء الأقاليم والأقسام، والمتطوعين والموظفين وحشد من الإعلاميين والداعمين والأصدقاء.

غبطة البطريرك

استهل القداس بكلمة ترحيبية من رئيس مزار سيدة لبنان- حريصا الأب فادي تابت. وخلال العظة قال غبطة البطريرك مار بشارة بطرس الراعي: “بفعل إيمان بطرس بشخص يسوع وبكلمته، ألقى الشبكة بعد ليلٍ مضنٍ حرم التلاميذ من إمكانيّة صيد أيّ شيئ، وقد طلعت الشمس والوقت غير مؤآت للصيد، قبِل بطرس تحدّي الإيمان، وقال ليسوع: “من أجل كلمتك أرمي الشبكة” (لو 5: 5). ولـمّا فعلوا كان الصيد العجيب. فلنلتمس نحن هبة هذا الإيمان ليكون نورًا وهداية لحياتنا وأفعالنا ومواقفنا.

على هدي الإيمان وبقوّته، مشت وحقّقت المعجزات رابطة كاريتاس لبنان التي نفتتح اليوم بهذه الليتورجيا الإلهيّة يوبيلها الذهبيّ. وبقوّة هذا الإيمان حقّق ما تعجز عنه الدول الطوباويّ “أبونا يعقوب” حدّاد الكبّوشي الذي نحتفل بعيده، وقد أعلنه قداسة البابا بندكتوس السادس عشر ليكون في 26 حزيران من كلّ سنة، وهو تاريخ وفاته سنة 1954. فلنلتمس شفاعته.

على شاطئ بحيرة جنّاشر سمع بطرس مع رفيقيه يعقوب ويوحنّا بني زبدى كلام الربّ يسوع الموجّه للجمع المحتشد لهذه الغاية. وكانوا أنهوا غسيل شباكهم الفارغة من أيّ سمكة. فكان التحدّي الذي وجّهه يسوع لسمعان-بطرس بأن “يتقدّموا إلى العمق ويرموا شبكتهم للصيد”. قبل سمعان التحدّي وفعل. “فكان الصيد العجيب، إذ ضبطوا سمكًا كثيرًا جدًّا، وكادت شباكهم تتمزّق، وملأوا السفينتين حتى كادتا تغرقان” (لو 5: 5-7 هذا هو الإيمان-التحدّي الذي لا يخضع لمنطقنا البشريّ، بل لمنطق الله.

كاريتاس لبنان قبلت تحدّي الإيمان منذ خمسين سنة واختبرت ثماره غير المتوقّعة، وها هي تكبر وتّتسع في برامجها وخدمتها وسع لبنان، فلنرفع معها ذبيحة الشكر هذه، والتماس مزيدًا من الإيمان.

تأسست كاريتاس  في صيدا سنة ١٩٧٢ وحملت تسمية كاريتاس لبنان الجنوبي، وذلك بمبادرة من اساقفة الجنوب، وهمة الاخ اليسوعي ايلي معماري الذي تعرف الى كاريتاس في المانيا.

مع ازدياد الحاجات ، ولا سيما اثر الاحداث التي تخطت منطقة الجنوب لتشمل كل لبنان ابتداء من ١٩٧٥ ، تمدد عمل كاريتاس الى بيروت ثم إلى مختلف المناطق اللبنانية ، في محاولة لمواجهة نتيجة الحروب المحلية التي راحت تتمدد كالنار في الهشيم، وتعبث بالوطن والمجتمع، وتخلف وراءها اضرارا كارثية في البشر والحجر.

اتخذت اسم كاريتاس لبنان، وأصبحت في عِهدة مجلس البطاركة والاساقفة الكاثوليك في لبنان، وجهاز الكنيسة الرعوي-الاجتماعي.

على مدى نصف قرن، اتخذت كاريتاس لبنان موقعها على خريطة العمل الاجتماعي في لبنان، فكانت الكنيسة الحاضرة والشاهدة، التي حقّقت تعليم الكنيسة الاجتماعي في ما يختصّ باحترام كرامة الانسان، وحقّه بحياة كريمة، حرة. فعلت ذلك من دون أيّ تمييز، مع ودعوتها الدائمة إلى التضامن والتعاون من أجل الانسان،  المخلوق على صورة الله.

تميزت مسيرة كاريتاس بروح الشركة والمحبة التي طبعت اجيالها، فكانت على مستوى انتظارات الكنيسة والمواطن، وعلى مستوى الثقة التي اكتسبتها بصدقيّتها وشفافيّتها من المانحين المحليين والاجانب، ومن الحكومات، والمنظمات الدولية، الرسمية والاهلية، ومن الافراد على إختلاف إنتماءاتهم.

وهكذا راحت كاريتاس تختبر الصيد العجيب بقوّة الإيمان والمحبّة ما جعلها تضاعف تصميمها على بذل المزيد، يحركها الوعي لمتطلبات كلّ مرحلة، فتتكيّف مع الحاجات، من دون ان تنسى ان الفقراء معها كل حين.

كما كانت كاريتاس في البدء هي الآن وتبقى مرآة التنظيم وحسن الإدارة، يدبّر شؤونها رسل حقيقيون تعاقبوا على حمل امانتها، عاشوا و يعيشون روحها، ويشعون بروحانيتها من خلال برامجها، وهيكلياتها، واقاليمها ومختلف مراكزها، والمحسنين والمتطوّعين وشبيبتها. إنّ الكنيسة بواسطتها تبحث عن اصحاب الحاجات، وتجهد لتكون لهم الحياة وتكون أوفر.

والإختبار الكبير للصيد العجيب بقوّة الإيمان بكلمة الله، عاشه الطوباويّ “أبونا يعقوب” الذي جاب لبنان من سواحله إلى جباله يزرع الكلمة في قلوب الأطفال والشبيبة والشعب في المدارس والرعايا، وعلى الأخصّ في تحضير الأطفال للمناولة الأولى التي كان يريدها بسنّ مبكّرة، ويردّد: “إزرعوا القربان في قلوب الأطفال  واحصدوا قدّيسين”.

عاش “أبونا يعقوب” تحدّي الإيمان عندما بدأ مشاريعه الكبيرة في خدمة المحبّة للمرضى على اختلاف أنواعهم والعناية بهم. بدأ حلمه الكبير أثناء الحرب الكونيّة الأولى وهو يرى عشرات الألوف من المسيحيين يمويون جوعًا وشنقًا ونفيًا، من دون أن يُقام صليب على قبورهم. باشر مشروعه ببركة رئيسه وفلس الأرملة. فرفع على تلّة جلّ الديب صليبًا عاليًا مع كنيسة على إسم سيّدة البحر. وكبر المشروع ليصبح مستشفى لذوي الأمراض العقليّة والنفسيّة والعصبيّة، وكان دير المسيح الملك لخدمة الكهنة المرضى والمسنّين. وأسّس من أجل إستمرار الرسالة والصيد العجيب جمعيّة راهبات الصليب اللواتي يتفانين في خدمة مؤسساتها بروح أبونا يعقوب، نذكر منها مستشفى دير الصليب الذي يخدم ألف مريض مقيم، ومستشفى السيدة-أنطلياس للمسنّات، ومستشفى مار يوسف في الدورة، ومستشفى دير القمر للفتيات ذوات الحاجات الخاصّة، بالإضافة إلى المدارس والمياتم والمراكز الإجتماعيّة والرساليّة في لبنان والخارج. إنّها حقًّا معحزة الصيد العجيب تتحقّق يومًا بعد يوم.

كم كنّا نتمنّى لو أنّ المسؤولين المدنيّين والسياسيّين عندنا يتمتّعون بذرّة من الإيمان وشجاعة التحدّي الذي يقتضيه، لَما كنّا نعيش في حالة الإنهيار الكامل سياسيًّا واقتصاديًّا وماليًّا ومعيشيًّا واجتماعيًّا.

كنّا نتمنّى لو شاركَت في تسميةِ الرئيسِ المكلَّفِ، أيًّا يكن المسَمّى، شرائحُ نيابيّةٌ أوسَع لتُترجِمَ، بفعلٍ إيجابيٍّ ودستوريٍّ وميثاقيٍّ، الوَكالةَ التي مَنحها إيّاها الشعبُ منذ أسابيع قليلة، لاسيّما أنَّ الاستشاراتِ هي إلزاميّةٌ. هكذا تَشُعرُ جميعُ المكوِّناتِ اللبنانيّةِ أنّها تَتشاركُ في كلِّ الاستحقاقاتِ الدستوريّةِ والوطنيّة. في كلّ حال نَتوجّهُ بالتهنئةِ لدولةِ الرئيسِ نجيب ميقاتي على إعادةِ تكليفِه. وندعو له بالتوفيق.

إنّا من جديد نطالبُ بالإسراعِ في تشكيلِ حكومةٍ وطنيّةٍ لحاجةِ البلادِ إليها، ولكي يتَركّز الاهتمامُ فورًا على التحضيرِ لانتخابِ رئيسٍ انقاذّي للجُمهوريّة. فلا تفسيرَ لأيٍّ تأخيرٍ في التشكيلِ سوى إلهائِنا عن هذا الاستحقاقِ الدستوريّ. لا يوجد أيُّ سببٍ وجيهٍ ووطنيٍّ يَحول دونَ تشكيلِ الحكومةِ وانتخابِ الرئيس الجديد. وفي هذا الإطار، نُناشدُ جميعَ الأطراف بأن تتعاونَ مع الرئيسِ المكلَّف بعيدًا عن شروطٍ لا تَليقُ بهذه المرحلةِ الدقيقة، ولا يتَّسِعُ الوقتُ لها، ولا تُساهِمُ في تعزيزِ الوِحدةِ الوطنيّةِ وصورةِ لبنان أمامَ العالم. ونَنتظرُ من الرئيسِ المكلَّف، بالمقابل، تشكيلَ حكومةٍ على مستوى الأحداث، تُشجِّعُ القوى الوطنيّةَ على المشاركةِ فيها، وتُعزّزُ الشرعيّةَ والنزعةَ السياديّةَ والاستقلاليّةَ في البلاد وتجاه الخارج.

هذه الأشهرُ الأربعةُ الباقيةُ من عمرِ العهدِ، يجب أن تُخصَصَّ لخفضِ نِسبةِ الحِقدِ والانتقامِ والكيديّةِ والمطارداتِ القضائيّةِ البوليسيّةِ التي لم يَألفْها المجتمعُ اللبنانيّ. ويجب أن تُخصَّصَ للتخفيفِ من معاناةِ الناس، لضبطِ الأوضاعِ الأمنيّة، لتحييدِ لبنان، لإحياءِ التحقيقِ القضائيِّ في جريمةِ المرفأ. ويجب أن تُخصَّصَ لتعديلِ خُطّةِ التعافي، لمواصلةِ المفاوضاتِ الحدوديّةِ حولَ النَفطِ والغاز، وخصوصًا لانتخابِ رئيسِ جديد للجُمهوريّةٍ في أقربِ وقتٍ ضَمانًا لوِحدةِ الكِيانِ اللبنانيّ، ولاستمرارِ الشرعيّةِ، واستباقًا لأيِّ محاولةٍ لإحداثِ شُغورٍ رئاسيّ. نحن نرفضه. وضروريٌّ أن يَتضمّنَ برنامجُ الحكومةِ، الجديدة التزامًا واضحًا بهذه القضايا.

يكفي أن نَنظُرَ إلى حالِ الشعبِ اللبنانيِّ لتَستيقظَ الضمائرُ النائمةُ لدى الّذين لديهم ضمير. يَكفي أن نَنظرَ إلى عذاباتِه اليوميّةِ ليرتفعَ المسؤولون إلى مستوى أزْمةِ لبنان، ولتَكُفَ الجماعةُ السياسيّةُ عن العبثِ بمصيرِ الوطن والمواطنين على مذبحِ مصالِحها الفئويّةِ والشخصيّة. إن السياسةَ فنّ نبيل لخدمة الخير العام لا هواية، وهي في الأساسِ اختصاصٌ ورسالةٌ مشرّفة تُحِّتم على كلِّ من يَودُّ ممارستَها أن يَتحلّى بالمسؤوليّةِ والجِديّةِ والنضوجِ والخِبرةِ والإقدامِ وحسنِ التدبيرِ والجرأةِ على إعطاء الأولويّةِ للمواقفِ الوطنيّة على ما عداها، خصوصًا في هذا الوقتِ العصيب. فكلُّ المعالجاتِ لأزَماتِنا تبقى محدودةَ الفائدةِ ما لم نَطرح القضيّةَ الوطنيّة بكل أبعادِها من دون خوفٍ أو عُقدةٍ أو حَيْرة. إذا عجز السياسيّون، على ما يظهر، فإنّا ننادي من جديد بمؤتمر دوليّ خاص بلبنان لمعالجة مرضه بعد تشخيصه بجرأة وشجاعة.

نسأل الله أن يجعل من يوبيل رابطة كاريتاس-لبنان موسم خير وبركة متزايدين، بشفاعة أمّنا مريم العذراء سيّدة لبنان، والطوباويّ “أبونا يعقوب” إبن وطننا. وبفيض من الإيمان بكلمة الله نرفع نشيد المجد والشكر للثالوث القدّوس، الآب والإبن والروح القدس، الآن وإلى الأبد، آمين.”

الأب ميشال عبود

أما رئيس الرابطة كاريتاس لبنان الأب ميشال عبود فقال : “في خطى الصليب نتبعك،  وسر حبك يدهشنا،

في التأمل بسر جراحاتك نعرف كما انت احببتنا. هذا ما نريد ان ننشده ونحن نحتفل باطلاق سنة اليوبيل الذهبي لرابطة كاريتاس لبنان، “خمسين سنة ومكملين”، نتبع المسيح ونخدمه ونداوي جراحاته في الفقراء والمعوزين…

والمحبةُ ايضا لا تكونُ فقط في ما نفعلُ، وإنما بقدرِ ما نُعطي حباً ونجعلُ الآخرين يُحبون على مثال من أحبنا باذلا نفسه من اجلنا.

بإسم عائلة رابطة كاريتاس لبنان،  سيادة المطران ميشال عون المشرف على الرابطة، وأعضاء مجلس الإدارة، والمنتسبين وكل القدامى ومن عملوا على مدار الخمسين سنة،  وباسم المدراء والاداريين، و المتطوعين ومكاتب الاقاليم، والموظفين في كل الاقسام، وشبيبة كاريتاس والأصدقاء وجميعا حاضرون هنا، أتوا من أصقاع لبنان، نرحب بكم ونشكر حضوركم اذ نقدّر كل التقدير مشاركتكم لنا اليوم انتم جميعاً بما تمثلون وتحملون من مسؤولية، من رؤساء الدولة وممثليهم، من اساقفة وآباء كهنة وراهبات، من وزراء ونواب ومدراء عامين، من قادة عسكريين وأمنيين، من سفراء دول ومجتمع دولي، من الشركاء في الجهات المانحة، من الإعلاميين والأصدقاء والمؤمنين…

نجتمع معكم اليوم، ليس لنتغنى بأمجاد الماضي ولا بما حققته كاريتاس، وإنما لنشكر الله ونتغنى بمراحمه.

لبيتم دعوتَنا بدافع المحبةِ والغَيرةِ على هذه المؤسسةِ الانسانيةِ وأظهرتم أنه يُمكننا أن نصنعَ التاريخ معاً، كما فعلَ اسلافُنا من قبلْ عندما أسسوا هذه الرابطة وأعطَوها من وقتهم وحياتهم وما يملكون.

إن كلَ عملٍ نقومُ بهِ على هذهِ الأرضِ ما هو إلا تَذكرةُ عبورٍ نحو السماءِ.

نعم نعيشُ ازمةً اقتصاديةً صعبةً لم نرى مثيلاً ، وانما نكمل المسيرة بكل عزم وثبات .لمَ الخوف، لقد مَررنا في الكثيرِ من الحروبِ والقتلِ، فقدنا العديدَ من الأحباء، وغرقنا في دِماء الشهداءِ، وبقيت هذه المؤسسةُ ثابتةً وحاضرةً في قلب الكنيسة هنا وفي كلِ انحاءِ العالمِ تزرعُ الفرحَ والمحبةَ.

سنُكمِلُ المسيرةَ التي من أجلِها كانت كاريتاس، سنكمل  بدافع من الروحِ القدس الذي يعطينا القوة والاستمرارية في كل عمل. لقد أيقنا منذ القِدم أن اللهَ لا يترُكُ شعبَهُ وإن شعبه تركه.

  ان من اعطى القوة لاسلافنا في العمل حتى وصلوا الى هنا، هو أيضا سيعطينا هذه القوة لنكمل. 

هل ننتظر مكافأةً على هذه الأرض؟ كلا. البعض انتظرها وخابت آماله في كثير من الأحيان. المكافأة تأتي فقط من السماء.

كلَ من عمل في كاريتاس يعرف جيداً كم اخذ وهو يُعطي. كم فرح وهو يُفرح. وكم كان يشعُرُ بالسند وهو يَسنُد. اختبر أكثر وأكثر العناية الالهية.

كم نتعذى عندما نتذكر أناسا قد غادرونا الى الحياة الأبدية، اخذوا من كاريتاس وتمنوا ان يردوا بالمثل ولكنهم لم يستطيعوا. نحن نؤمن بأنهم يشفعون لنا في السماء بصحبة القديسين.

نقِفُ في الكثيرِ من الأوقاتِ عاجزينَ أمامَ دموعِ الامهاتِ وصمتِ الاباءِ. يأتونَ الينا طلباً للمساعدةِ، نُقدِمُ ما يُمكنُنا تقديمُهُ لكنَ الالمَ يتملكُنا لعدمِ قُدرتِنا على الاستِجابةِ دائمًا. نعم إنَ الحاجةَ أصبحت كبيرة، والفقرُ والمرضُ يتربصُ بأكثريةَ الشعبِ ولا قوةَ لدينا لتلبيةِ كُلِ الاحتياجات. ولكن الثقة بالله من خلال عطاء القلوب، يدفعنا لعدم القلق والخوف. لقد أنعم الله علينا بالكثير من الخيرات عبر السنين، ونحن نبقى بحاجة اليكم جميعًا لنكون على جهوزية دائمة من اجل استمرارية العمل.

كُتبت قصة كاريتاس عبر هذه السنين:

بقوة العطاء عند الكثير من المحسنين، من داخل لبنان وخارجه. بثقة الجهات المانحة واستمرارها في عملها معنا ، بشجاعة التضحية ومجانية الخدمة لدى المتطوعين ، بمناقبية العمل والإلتزام لدى الموظفين، بحكمة المشرفين والرؤساء والمسؤولين والإداريين. كتبت بعنفوان الشبببة واندفاعها. ومستمرون.

نحتفل اليوم بعيد الأب يعقوب الكبوشي  شفيع رابطة كاريتاس لبنان، الذي أعتمد على العناية الإلهية ورأى في كل مهمش مشروع حياة، وهو يلهمنا بمثاله.

وإذ نشكر صاحب الغبطة مار بشارة بطرس الراعي لترؤسه هذا الاحتفال، ولدعمه الدائم لكاريتاس لبنان، وأصحاب السيادة والاباء للمشاركة،

نشكر إدارة هذا الصرح ، مزار سيدة لبنان ، لاستقبالنا اليوم.

شكرا  لمن حضر لهذا الإحتفال، من الناحية التنظيمية، واللوجيستية، والإعلامية، وجوقة شبيبة كاريتاس.

شكراً لكل وسائل الاعلام.

ان لجنة التحضير لليوبيل الخمسين برئاسة نائب رئيس كاريتاس لبنان، الدكتور نيقولا حجار واعضاء اللجنة، حضرت برامج عديدة خلال هذه السنة، يعلن عنها لاحقاً،  واللقاء التالي سيكون في صيدا ب ٢٩ تموز حيث كانت انطلاقة كاريتاس 1972.

هناك اعمال فنية وإعلامية عديدة بإشراف الأب شارل صوايا، والقسم الإعلامي….

نُقدِمُ هذهِ الذبيحةَ الإلهية على نيتِكم جميعاً. إن اللهَ المتجسّد في هذه القُربانةِ الصغيرةِ وبالرُغمِ من صغرِها فإنها تحمِلُهُ في داخِلها،   هكذا نؤمن انه حاضرٌ في كُلِ فقيرٍ ومعوزٍ ، وفي داخِلِ كلِ انسانٍ متألم. 

إن الله حاضر في كل واحد منا، فلنعكس حضوره في عالم اليوم، له المجد الى الابد.”

وخلال الذبيحة التي خدمتها جوقة شبيبة كاريتاس، رفعت الصلوات وقدمت القرابين  على نوايا استمرار عمل الرابطة في خدمة الإنسان، كل إنسان، من دون تفرقة بين عرق أو دين أو انتماء، وعلى نوايا جميع أعضاء الرابطة وداعميها، الأحياء منهم والمنتقلين.

وفي الختام تمّ عرض كليب النشيد الجديد الخاص بكاريتاس الذي يحمل عنوان “صرتي العيد”، وهو من كلمات الدكتور أنطوان سعد، ألحان جوزف خليفة، وإشراف الأب شارل صوايا.