إقليمية
الأربعاء ٩ تموز ٢٠٢٥ - 13:34

المصدر: المدن

سوريا: توقيف مشتبه بهم بافتعال حرائق اللاذقية

أعلنت وزارة الداخلية السورية توقيف عدد من الأشخاص بشبهة افتعال حرائق اللاذقية على الساحل السوري، والتي التهمت مساحات أكبر من مساحة العاصمة دمشق، وسط اتهامات للمجتمع الدولي بإهمال السوريين في مواجهة هذه الكارثة.

لا دليل قاطعاً
وقال المتحدث باسم وزارة الداخلية نورالدين البابا، إن الوزارة بدأت تحقيقاً للكشف عما إذ كانت حرائق اللاذقية مفتعلة، وأوقفت عدداً من المشتبه بهم،وذلك بعد إجراء عمليات تقنية وميدانية.
وأوضح البابا أن التحقيق بدأ مع المشتبه بهم، وسيتم الإعلان عن النتائج في حال ثبوت تورطهم، وتقديمهم للعدالة لكنه في نفس الوقت، أكد أن لا دليل قاطعاً على افتعال الحرائق، لافتاً إلى وجود أدلة أولية تعمل الوزارة على التحقق منها.
وأمس، الثلاثاء، زار وزير الداخلية السورية أنس خطاب مناطق الحرائق في ريف اللاذقية. وقال خطاب في تغريدة على منصة “إكس”: “نتابع ميدانياً تطورات الحرائق المُحزنة في الساحل، والجهود المتواصلة للسيطرة عليها، بفضل الجهود الكبيرة التي بذلتها القوى العاملة وطواقم الإطفاء والإنقاذ لم تُسجل أية إصابات بين المدنيين، وهذا إنجاز يُحسب لهم جميعاً”.

السيطرة على النيران
ولليوم السابع على التوالي، تواصل فرق الإطفاء السورية بمساندة أخرى تركية وأردنية، جهود السيطرة على الحرائق المندلعة في جبال التركمان في ريف اللاذقية، بمشاركة مروحيات من وزارة الدفاع السورية وأخرى تركية وأردنية، وسط تقدم كبير في عمليات الإخماد.
وأكد محافظ اللاذقية محمد عثمان، السيطرة على ثلاث من أكبر بؤر انتشار حرائق الغابات، موضحاً أن الحرائق التهمت 14 ألف هكتار وحولتها إلى رماد، فيما لفت إلى الألغام الباقية من مخلفات قوات نظام الرئيس المخلوع بشار الأسد، تعيق جهود الإطفاء جداً.
وقال الدفاع المدني السوري، إن فرق الإطفاء الميدانية بمساندة المروحيات، تبذل جهوداً مكثفة للسيطرة على الحرائق المندلعة في منطقة الشيخ حسن بجبل التركمان، وذلك من خلال عمليات إخماد الحرائق الحراجية الضخمة في المنطقة، مشيراً إلى صعوبات كبيرة في الوصول إلى بؤر النيران بسبب طبيعة المنطقة الجبلية والوديان وتضاريسها المعقدة.
وأكد مدير الدفاع المدني في اللاذقية عبد الكافي الكيال، أنه تم تقليص عدد البؤر المشتعلة بشكل كبير، مشيراً إلى وجود بعض البؤر التي يتم التعامل معها، كما لفت إلى أنه يجري تقسيم المناطق المشتعلة إلى قطاعات، للعمل على وقف انتقال النيران إلى مساحات أخرى.

كارثة سورية
وتظهر بيانات الأقمار الصناعية، أن المساحة المحترقة تتجاوز 180 كيلومتراً مربعاً، وهي مساحة أكبر من العاصمة دمشق.وبمقارنة مساحة الغطاء الحرجي في سوريا، حوالي 5270 كيلومتراً مربعاً، فإن الحرائق التهمت أكثر من 3% من إجمالي الأراضي الحرجية في الأيام الثلاثة الأولى فقط.
في غضون ذلك، أصدرت الشبكة السورية لحقوق الإنسان، تقريراً أدانت من خلاله الاستجابة الدولية المتقاعسة لكارثة الحرائق البيئية التي اجتاحت المناطق الساحلية السورية منذ 30 حزيران/يونيو 2025، “والتي تُمثل واحدة من أعنف الكوارث البيئية في التاريخ السوري المعاصر”.
وأضاف التقرير الذي حمل عنوان: “الإهمال الدولي والأممي المتكرر في سوريا: من زلزال شباط/فبراير 2023 إلى حرائق تموز/يوليو 2025″، أن هذه الكارثة تكشف عن مستوى صادم من الإهمال الذي يواجهه السوريون حتى في أقسى ظروفهم الإنسانية.
وأوضحت “الشبكة السورية” أنه خلال ستة أيام، التهمت الحرائق 14 ألف هكتار من الغابات والأراضي الزراعية – ما يعادل 140 كيلومتراً مربعاً – وهو ما يُمثل أكثر من 4 % من إجمالي الغطاء الحرجي في البلاد.
و امتدت رقعة الدمار إلى 34 موقعاً رئيساً في أرياف محافظتي اللاذقية وطرطوس، لتشمل مناطق ذات أهمية بيئية حيوية مثل جبل التركمان، الفرنلق، رأس البسيط، قسطل، معاف وربيعة.