المصدر: صوت لبنان
علي الأمين لصوت لبنان: المرحلة خطيرة…وورقة توم برّاك “فرصة استثنائية” للبنان
تعليقًا على صياغة الرد على ورقة المبعوث الاميركي توماس براك ورقة بشأن حصرية السلاح، قال ناشر موقع “جنوبية”، الصحافي علي الأمين في خلال حديث ضمن برنامج “حوار اونلاين” عبر صوت لبنان: “من المؤكد انّ المرحلة خطيرة، انّما علينا الاّ ننسى اننا مررنا بحرب غيّرت موازين القوى، وهناك فصول لم تنفذ في اتفاقية وقف اطلاق النار، وبرّاك يريد تنفيذها، والمخاطر تكمن في المناورات والشطارات التي قد تؤدي الى ضربة اسرائيلية مفاجئة تغير المعادلات، لذا قلت إننا في مرحلة خطرة”.
واضاف: “هذه فرصة استثنائية للبنان، فورقة برّاك تتضمن ما يتعلق بالجنوب كما والعلاقة وترتيب الحدود مع سوريا، فالاميركي يريد ان يساعدنا في ذلك، وهناك حاجة لضبط الفساد بموضوع الأموال كما بضبط السلاح”.
وتابع: “لبنان أعطي فرصة 6 أشهر لإنجاز قضية السلاح، وهناك إقرار رسمي لبناني بأنه أنجز 80 %منه في جنوب الليطاني، انّما كان منتظرًا الإنتهاء من هذا الملف بالكامل، والجوهر بما يتعلق بهذا الملف موجود بورقة برّاك، والاميركي يقول للبنان لم تعد تملك ترف الوقت، فهناك فرصة، والاّ “قلّعوا شوككم بإيدكم مع الإسرائيلي”، وما زيارة الإمير السعودي يزيد بن فرحان للبنان سوى من باب القول انّ ملف حصرية السلاح مطلب عربي ودولي”.
وسأل: “على ماذا يتّكل لبنان إن رفض تسليم السلاح؟”
ورأى ان الاستعانة باتخاذ القرار بشأن السلاح بالرئيس بري لكونه يُقدّم نفسه على انه يمون على الحزب، كما ان الرئيس جوزاف عون قال بالحوار معه، ولكن في ظل التحدي المطروح قد يكون مبررًا التعاون بين الرؤساء الثلاثة للوصول الى صيغة، وبرأيي انّ الحكومة اللبنانية توافق على الورقة في حين انّ الاعتراض يكمن عند الحزب، موضحا انّ اتفاقية وقف اطلاق النار عدّدت الأجهزة التي يمكنها حمل السلاح، وحزب الله وقعّ عليها ولبنان التزم بذلك، فالبعض ضمن اللجنة الخماسية يعتبر انّ كل الخروقات الاسرائيلية لا تخالف الاتفاق والدولة اللبنانية أوقعت نفسها عندما أعطت الحق للخماسية بالقول ما هو مطبق من الاتفاقية وما لم يطبق، والخشية اليوم من ان يكون الاسرائيلي يفكر بتهجير واسع للجنوبيين.
ولفت الى انّ حزب الله قبل حرب الإسناد كان بكامل قوته ولم يستطع تحقيق الانتصار مع اسرائيل فكيف سيستطيع تحقيقه الآن بعد الحرب وبعد سقوط النظام السوري؟ وأردف: “بتقديري ان حزب الله لن يذهب الى الانتحار وهو يحاول الحصول على ضمانات اميركية بالانسحاب الاسرائيلي ووقف الاغتيالات لكوادره وهو من باب حسن النية يبادر الى تسليم السلاح الثقيل، معتبرًا أنه بالتفاوض مع الأميركي فإن موضوع السلاح سينتهي.”
وشدد الأمين على انّ لبنان لا يملك ترف الرفض او التعديل للورقة الاميركية، وجوهر الموضوع “سلاح ما في”.
ولفت الى انّ “اللعب” الذي كان يجري في السابق انتهى، واليوم دخلنا في معادلات جديدة، ومن الطبيعي ان يكون هناك أزمة في معالجة الورقة الاميركية، فالأمور كلها تغيّرت بعد عملية “طوفان الاقصى” وسقوط النظام السوري، فما من فرصة 1% للحفاظ على هذا السلاح.
ورأى ان الرد الاميركي على تعاطي لبنان مع ورقة برّاك سيكون كما حصل في الملف الايراني وكيفية تعامل الولايات المتحدة معها، وفي لبنان إن ظهر الالتفاف فإننا سنرى ضربة اسرائيلية للبنان، والاّ ما معنى تحديد برّاك موعد الانتهاء من ملف السلاح في شهر تشرين الثاني وخطوة مقابل خطوة؟ لذا أقول انّ هذه الورقة فرصة لنا للحد من الخسائر.
ولفت ان هناك نسبة معيّنة من الشيعة مورد رزقهم من قبل حزب الله، وهذه أزمة بالنسبة اليه، فهو أنشأ دولة ضمن الدولة، ومنطق الأمور يقول ان الحزب لديه مشروع حجمه كان كبيرًا سابقًا واليوم أصبح شبه معدوم، اي ان الاستثمار به أصبح فاشلاً اليوم، والتفكير الجدي من قبل الحزب يجب ان يكون بمستقبل المتفرّغين وعوائل الشهداء وغيرهم، واستبعد ان يستمر بدفع الاموال لبيئته، فكل شيء تحت المراقبة.
وأكد انّ سطوة السلاح بدأت تتراجع كما نفوذه.
وشدد على ان المنظومة الأمنية للحزب ستتفكك، وما من خيار لديه، فهو لم يعد قادرًا على حمايتها، معتبرًا انّ أكبر خدمة لاسرائيل هي حرب الإسناد، فلبنان قبل هذه الحرب كان محررًا.
وقال:” نحن مهزومون وعلينا ان نتعلم من الصراعات التي جرت في لبنان وعدم تكرار التجربة، واليوم ثبت “بالوجه الشرعي” كما يقول الحزب، ان السلاح غير قادر على لجم اسرائيل، كما انّ الحزب الله لن يعترف بالهزيمة”.
ولفت الى ان مزارع شبعا لبنانية، وعلينا المبادرة لحل اشكالية الحدود مع سوريا بناء على الاثباتات الآن لان هناك فرصة للدخول في هذا المسار، والكل يذكر أن تعليق مصيرها كان لإعطاء الذريعة للحزب من اجل الإبقاء على سلاحه.
وعما يحكى ان اتفاق غزة للتمهيد لإتفاقات ابراهام، قال: “علينا اعادة الاولويات لبناء الدولة الوطنية والمعيار مع اسرائيل هو المصلحة الوطنية وهو يأتي ضمن السياق العربي، فإن اردنا اتخاذ قرار مفيد لنا يجب ان يكون كل العرب معنا”.
وختم حديثه بالاشارة الى انّ ايران تلقت ضربة كبيرة وهي بلا حليف وبلا صديق وبوضعية ضعيفة ومشروعها سقط، والتغيير قد يكون من داخل ايران او من داخل النظام، لافتا الى ان الايرانيين سيعودون الى المفاوضات مع الولايات المتحدة الاميركية.