منوعات
الأثنين ٢٩ نيسان ٢٠٢٤ - 14:46

المصدر: LBCI

فراشات الإكوادور تتيح للباحثين قياس التغيّر المناخي… هذا ما قاله العلماء

في محمية كويابينو في قلب منطقة الأمازون في الإكوادور، تفوح رائحة الأسماك المتعفنة في وسط غابة نصب فيها فريق من علماء الأحياء وحراس الغابات على أغصان الأشجار مصائد للفراشات، نظراً إلى ما تختزنه هذه الجواهر الطائرة من معلومات كثيرة تتيح للباحثين قياس الآثار الفتّاكة للتغير المناخي.

وبواسطة زجاجات تحوي طعوماً من السمك أو الموز المخمر وُضعت داخل الشباك، يستدرج الباحثون الفراشات البالغة لكي يُجروا عليها دراسات، إذ أن حياتها القصيرة تتيح للعلماء في وقت قليل تكوين معطيات عن انقراض بعض الأنواع.

ويعكف الفريق منذ آب 2023 على تنفيذ مشروع لمراقبة الفراشات بدعم من منظمة “راين فورست بارتنرشيب”، أي “شراكة الغابات المطيرة”، غير الحكومية التي تتخذ الولايات المتحدة مقراً.

واثمرت الجهود البدنية الشاقة التي بذلها أعضاء الفريق وتحملوا خلالها الروائح الكريهة، إذ تمكنوا في أسبوع واحد من جمع 169 فراشة، معظمها من فصيلة الحورائيات، وفق ما نقلت وكالة “فرانس برس”.

ووضع الباحثون علامات على أجنحة 97 من الفراشات وأطلقوا سراحها، في حين احتفظوا بالفراشات من الأنواع الأخرى لإجراء دراسات عليها، إذ تنتمي على الأرجح إلى أنواع جديدة.

وتتولى عالمة الأحياء “ماريا فرناندا تشيكا” إدارة المشروع، وتعمل منذ عشر سنوات على تحليل الفراشات في حديقة ياسوني الوطنية القريبة، وهي محمية للمحيط الحيوي تضمّ حقولاً نفطية كبيرة قيد الاستثمار.

وتوسّعَ عملها في عام 2023 إلى محمية كويابينو في مقاطعة سوكومبيوس في شمال شرق الاكوادور، ويُتوقع أن تظهر النتائج قريباً، لكن هذه الأستاذة في جامعة “بونتيفيكا أونيفرسيداد كاتوليكا دل إكوادور” تتوقع منذ التوصل إلى بعض الاكتشافات.

ولا تتكيف الفراشات في المناطق الاستوائية مع التغيرات المناخية كما هي الحال في بلدان الفصول الأربعة في المناطق ذات المناخ الأكثر اعتدالا.

وأظهرت وثيقة نشرتها منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة “فاو” عام 2023 أن نحو 35 في المئة من أنواع الحشرات في العالم مهددة بالانقراض.