صحة
الأربعاء ٨ أيار ٢٠٢٤ - 23:42

المصدر: الحرة

كيف نحافظ على الوزن بعد إنقاصه؟.. حلول متطورة “على الطريق”

يواجه الباحثون عن إنقاص وزنهم معضلتين أساسيتين، هما كيفية تقليل الوزن وكيفية الحفاظ على الوزن الجديد، وهي أمور تشغل أيضا بال المختصين والشركات التي تنتج أدوية إنقاص الوزن، وفق صحيفة “وول ستريت جورنال” الأميركية.

وتساعد بعض الأدوية الرائجة، وبعض الأنماط الغذائية، أعدادا كبيرة على إنقاص أوزانهم، لكن سرعان ما يعود كثيرون منهم إلى وزنهم السابق بمجرد التوقف عن تناول الأدوية، أو التخلي عن تلك الأنماط الغذائية.

في المقابل يواجه صانعو منتجات إنقاص الوزن مشكلة كبيرة، تتعلق بمخاوف المستهلكين الذين لا يميلون إلى استخدام تلك الأدوية على المدى الطويل، بجانب مشكلات أخرى متعلقة بالآثار الجانبية لأدوية إنقاص الوزن، مما دفعهم للبحث عن خيارات بديلة مثل الحقن طويلة المدى والعلاجات الجينية.

ودلل استطلاع أجرته منظمة أبحاث السياسات الصحية الأميركية على أن 14 في المئة فقط من الأشخاص المستطلعين، أبدوا رغبة في الاستمرار في تناول أدوية إنقاص الوزن بعد إخبارهم أن توقفهم عن تناول الدواء سيقود إلى عودة أوزانهم التي خسروها بسبب الدواء، بينما قال باقي المستطلعين إنهم لا يرغبون في تناول أدوية على المدى الطويل.

وتوصلت دراسة نُشرت على “مايو كلينك”، في مايو 2023، أجريت على 305 مريضا يستخدمون بعض أدوية إنقاص الوزن، إلي أن نصف هذا العدد عانى على مدى عام كامل من آثار جانبية مختلفة، كان أكثرها شيوعا الغثيان والإسهال.

وأشارت دراسة أخرى نُشرت في مجلة “نيتشر” إلى أن 82 في المئة من المشاركين الذين تناولوا هذه العقاقير أبلغوا عن آثار جانبية بشكل عام، وتحديدا مشاكل في الجهاز الهضمي. ورغم ذلك ذكرت الدراسة أن 9 في المئة فقط من المشاركين، أي أقل من 6 في المئة من المجموعة، تركوا هذه الأدوية.

وأظهرت دراسة سابقة أن ما يقرب من 70 بالمئة من المرضى الذين اعتادوا تناول أدوية إنقاص الوزن توقفوا عن استخدامها، لكن لم تذكر الدراسة أسباب ذلك.

وينخرط صانعو الأدوية في أنشطة متتالية لإيجاد حلول جديدة لمساعدة الأشخاص على الحفاظ على الوزن الجديد، ويراهن كثير من الأطباء على الحقن طويلة المفعول التي قد يكون من الأسهل على المرضى استخدامها مقارنة بالأدوية والحقن الحالية.

ومؤخرا طرحت شركة التكنولوجيا الحيوية الأميركية، حقنة طويلة المفعول ساعدت الأشخاص على الحفاظ على الوزن لمدة تصل إلى خمسة أشهر.

وقاد عدم جدوى الحمية والتمارين الرياضية وحدها في إنقاص الوزن، عددا من الأطباء لنصح الأشخاص بتناول الأدوية لتقليل الوزن، وبخاصة الحقن طويلة المدى.

وأظهرت دراسات سابقة أن عددا قليلا جدا من الأشخاص يمكن أن يفقدوا الوزن الزائد ويحافظوا عليه بالاعتماد على إرادتهم فقط، وفق صحيفة “نيويورك تايمز”.

وتخطط شركة فراكتايل هيلث الأميركية لتطوير علاج جيني لمرة واحدة للحفاظ على الوزن.

وفي المقابل، يجري باحثون في جامعات كولومبيا ودريكسيل وبنسلفانيا الأميركية ومؤسسات أخرى، دراسة على الأدمغة والخلايا الدهنية والعضلات وأنماط الأكل لدى الأشخاص الذين يحاولون الحفاظ على الأوزان الجديدة، وكل ذلك بهدف الوصول إلى صيغة تحول دون استعادة الوزن المفقود بالأدوية أو الأنماط الغذائية.

ونقلت صحيفة “وول ستريت جورنال” عن رودولف ليبل، الباحث في علم الوراثة وعلم وظائف الأعضاء للسمنة في جامعة كولومبيا، قوله إن “الجسم مصمم لمحاربة فقدان الوزن، وعندما يفقد الناس الوزن، فإن دافعهم لتناول الطعام واستعادة الدهون في الجسم ينمو”.

ونقلت الصحيفة ذاتها عن غراهام توماس، أستاذ الطب النفسي والسلوك البشري في جامعة براون الأميركية، قوله إن “الحفاظ على فقدان الوزن يمثل تحديًا في بيئة الأطعمة ذات السعرات الحرارية العالية وأنماط الحياة المستقرة”.

ويشير الباحثون إلى أن أبرز الأسباب التي تجعل الأشخاص يستعيدون الوزن القديم، تتمثل في أن الجسم يعتقد أنه يتضور جوعا بعد فقدان الوزن، ولذلك يقول الباحثون إنهم يريدون أن يفهموا لماذا يمكن لبعض الناس أن يحافظوا على الوزن بينما لا يستطيع معظمهم ذلك.