إقليمية
الأربعاء ٢٠ كانون الثاني ٢٠٢١ - 07:45

المصدر: سبوتنيك عربية

لماذا تتخوف الأطراف الليبية من تعيين المبعوث الأممي الجديد؟

حالة من التخوف في الداخل الليبي بشأن تعيين المبعوث الأممي الجديد إلى ليبيا، السلوفاكي يان كوبيتش.

تخوفات الأطراف الليبية من المبعوث الجديد تنطلق من احتمالات توقف المسارات الحاصلة، أو تغير الآلية التي تعمل بها البعثة، وكذلك عدم دراية المبعوث الجديد بتفاصيل الأزمة الليبية، حسب وصفهم، وأن ذلك قد ينعكس بالسلب على المسارات الحاصلة، التي حققت نتائج إيجابية حتى الآن.

ووافق مجلس الأمن الدولي قبل أيام قليلة على تعيين ممثل الأمم المتحدة في لبنان السلوفاكي يان كوبيتش مبعوثا أمميا جديدا إلى ليبيا.

وعمل كوبيتش (68 عاما) منذ كانون الثاني/ يناير 2019 منسقا خاصا للبنان.

كما رأس البعثة الأممية في العراق بين 2015 و2018 وفي أفغانستان بين 2011 و2015 وذلك بعد أن كان وزيرا لخارجية بلاده بين 2006 و2009 وأمينا عاما لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا بين 1999 و2005.

موافقة مجلس الأمن على يكوبتش جاءت بعد فترة قصيرة من اعتذار البلغاري نيكولاي ملادينوف، الذي وافق عليه مجلس الأمن نهاية العام 2020، لكنه أعلن اعتذاره لأسباب “عائلية”.

تخوفات من التوقيت

النائب سعد بن شرادة عضو المجلس الأعلى للدولة بليبيا، أوضح أن توقيت تعيين المبعوث الأممي الجديد يحمل في طياته أشياء غير مطمئنة، رغم أن المسارات باتت واضحة.

وأضاف في حديثه لـ”سبوتنيك”، أن ستيفاني وليامز كان لها بصماتها في عملية الضغط على الأطراف، وأن ما يخشاه الجميع الآن هو عدم حزم المبعوث الجديد، إضافة إلى عدم إلمام المبعوث الجديد بالملف الليبي، وأنه قد يربك المشهد في ليبيا.
وحذر من أن عرقلة أي مسار أو توافق في الوقت الراهن قد يعود بالأوضاع إلى مربع الصفر، بحيث سيحتاج المبعوث الجديد للسماع والجلوس مع كافة الأطراف.

عوامل مساعدة

من جانبها، تقول ناديا عمران عضو الهيئة التأسيسية للدستور، إن: الفرصة باتت أفضل في الوقت الراهن أمام المبعوث الأممي الجديد، وإن الحوار الحاصل بين المتصارعين سهل من إمكانية تغيير المشهد إلى خطوة إيجابية.

عمران أوضحت في حديثها لـ”سبوتنيك”، أنه بالمقابل هناك عراقيل أمام المبعوث الأممي الجديد، منها الآلية التي تعمل بها البعثة الأممية طوال الفترة الماضية لحل الأزمة الليبية، وعدم وجود خبرة لدى المبعوث في الملف الليبي وطريقة تفكير الساسة الليبيين.

وترى أن مدى قدرة المبعوث الأممي الجديد على التقدم بالاتجاه الإيجابي في مسار الأزمة، يعتمد على الرؤية التي سيعمل بها، وما إذا كان سيسير وفقا للآلية السابقة، أو سيحدث تغييرا جوهريا فيها.
واستقال اللبناني غسان سلامة مطلع مارس/آذار 2020 لأسباب صحية، وعارضت بعض الدول تعيين مبعوث أممي من أفريقيا، حيث عارضت الولايات المتحدة تعيين وزير سابق للخارجية الجزائرية ووزيرة سابقة من غانا.

وضمن الأجواء التي قد تسهل مهمة المبعوث الأممي الجديد توافق ملتقى الحوار الليبي على آلية اختيار أعضاء المجلس الرئاسي ورئيس الحكومة، وكذلك التوافق بين اللجنة العسكرية “5+5″، والمشاورات الحاصلة بشأن المسار الدستوري للترتيب للانتخابات المقررة نهاية العام الجاري.

توافق ملتقى الحوار

وقالت البعثة الأممية في ليبيا اليوم الثلاثاء، إنه بعد الاتفاق على مقترح آلية اختيار السلطة التنفيذية الموحدة، والذي توصلت إليه اللجنة الاستشارية المنبثقة عن ملتقى الحوار السياسي الليبي في جنيف يوم 16 كانون الثاني/ يناير، أجرت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا عملية تصويت استغرقت يوماً واحداً وذلك بدءاً من يوم الاثنين 18 كانون الثاني/ يناير في العاشرة صباحًا إلى العاشرة من صباح يوم الثلاثاء 19 كانون الثاني/ يناير، حيث طلبت البعثة من أعضاء الملتقى الإدلاء بأصواتهم على المقترح.

وبحسب بيان البعثة الأممية شارك 72 عضوًا من ملتقى الحوار السياسي الليبي في عملية التصويت، حيث صوّت 51 منهم لصالح الآلية المقترحة، وهو ما يمثل حوالي 73 بالمئة من الأصوات المدلى بها، وصوت 19 عضوًا ضدها، فيما امتنع عضوان عن التصويت، ولم يشارك اثنان آخران في العملية.

وتابعت أن اقتراح اللجنة الاستشارية نال 73 بالمئة من الأصوات، حيث تم اعتماد الاقتراح بتجاوز الحد الأدنى المطلوب، الذي كانت قد حددته اللجنة الاستشارية بنسبة 63 بالمئة من أصوات المقترعين.
وذكرت البعثة أنها تقوم بوضع اللمسات الأخيرة على إجراءات واستمارات الترشيح، بالإضافة إلى جدول زمني لعملية التصويت، والتي سيتم مشاركتها مع كافة الأعضاء.