إقليمية
الأحد ١٦ أيار ٢٠٢١ - 19:40

المصدر: BBC

لماذا يتعثر وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس في غزة؟

حتى الآن ومنذ تفجر المواجهة العسكرية، بين إسرائيل والفلسطينيين في غزة، بدا أن أيا من الجهود الدولية والاقليمية، الرامية لوقف إطلاق النار بين الجانبين، لم تكلل بالنجاح، في ظل فجوة بين رؤية قيادة حماس في غزة من جانب، والقيادة الإسرائيلية من جانب آخر، وفي ظل رفض تشير جل التقارير إلى أنه قادم بشكل أساسي من إسرائيل.

وكان وزير الاستخبارات الإسرائيلي ، إيلي كوهين، قد لخص الرفض الإسرائيلي، بتصريحات قال فيها، إن حكومة بلاده قررت رفض أي اقتراحات، بخصوص إمكانية وقف عملياتها العسكرية الجديدة في قطاع غزة، وفي حوار مع إذاعة الجيش الإسرائيلي الخميس 13 أيار/مايو، قال كوهين”اتفقنا أمس على الرفض التام لكل الطلبات المختلفة بشأن وقف إطلاق النار”.

لماذا ترفض إسرائيل؟

واعتبر الوزير الإسرائيلي، أن الوساطات المقترحة لخفض التصعيد، جاءت أساسا من حركة”حماس”، مشددا على أن خطط الجيش الإسرائيلي الحالية، تتعلق باغتيال قيادات كبار في الحركة، وكانت التقارير قد أشارت، إلى رفض الجانب الإسرائيلي للوساطة المصرية، المدعومة بجهد قطري وتركي وأممي، في ظل حديث عن رغبة إسرائيل، في استمرار حملتها العسكرية على غزة، بهدف إنهاك قدرات حماس، وبهدف حصول القيادة الإسرائيلية على نصر معنوي، ورضا شعبي في الداخل.

ونقلت وكالة “تاس” الروسية للأنباء، عن مصدر مطلع على جهود الوساطة في القاهرة قوله، إن الوفد المصري غادر تل أبيب، بعد أن فشل في إقناع السلطات الإسرائيلية، بالموافقة على وقف إطلاق النار، وأضاف أن الجانب المصري، اقترح وقفا مؤقتا لإطلاق النار، باعتباره مرحلة أولى في هدنة مستدامة، مضيفا “لكن يبدو حاليا أن هذه المبادرة لا آفاق لها”.

ورغم الرفض الإسرائيلي، لكافة المطالب الدولية والإقليمية، بوقف إطلاق النار حتى الآن، يحدو الكثيرين أمل في أن يتم التوصل إلى هدنة توقف الاقتتال بين الجانبين، نهاية الأسبوع الجاري وذلك في ظل تطورين هامين، أولهما جلسة مجلس الأمن الدولي التي تنعقد الأحد 16 أيار/مايو، والتي يتوقع أن تتوصل لقرار بوقف إطلاق النار، وثانيهما وجود المبعوث الأمريكي هادي عمرو في المنطقة، إذ وصل إلى تل أبيب الجمعة 14 أيار/مايو، في جهد أمريكي لوقف إطلاق النار، يتنقل خلاله بين تل أبيب وغزة.

شروط حماس

على الجانب الفلسطيني وفيما يخص حماس، لخص رئيس المكتب السياسي للحركة في الخارج خالد مشعل، شروط الحركة لوقف إطلاق النار، في حديث تليفزيوني قائلا، إن تلك الشروط تتمثل بانسحاب القوات الاسرائيلية من المسجد الأقصى، وتوفير حرية العبادة، ووقف تهجير العائلات من حي الشيخ جراح المقدسي، إضافة إلى إطلاق سراح المعتقلين خلال التصعيد الاخير، ووقف العدوان على غزة.

غير أن ما طرحته حماس من شروط، لم يلق أي صدى لدى إسرائيل، التي ردت بعبارات محددة قائلة “لا مكان للحديث وعملية (حارس الأسوار) مستمرة”، وهو مايبدو متسقا مع الموقف الإسرائيلي، برفض كل طروحات وقف إطلاق النار المعلنة حتى الآن، كما يبدو متسقا مع الموقف الإسرائيلي، بحرمان حماس من أي نصر معنوي، أو فرض لشروطها في أي وقف ممكن لإطلاق النار بين الجانبين.

غير أن محللين يعتبرون أن القيادة الإسرائيلية، يجب أن تلعب لعبة متوازنة، في ظل ما لحق بها من ضرر حتى الآن، خاصة على المستوى المعنوي، بفعل ضربات حماس، وأنها ليس لديها ترف الإستقرار السياسي والاقتصادي الداخلي، الذي يمكنها من الإستمرار في عملياتها العسكرية، خاصة وأن حماس لن تقف مكتوفة الأيدي، في حال أطالت إسرائيل أمد عملياتها في غزة.