إقتصادية
الأحد ٢٨ نيسان ٢٠٢٤ - 08:18

المصدر: سكاي نيوز عربية

لماذا يكره الناس فكرة تحديد الميزانية الشخصية؟

يشكل المال جزءاً مهماً في حياة الأفراد، فهو الأداة التي تمكنهم من تلبية حاجاتهم اليومية، وتسهّل أمور حياتهم، فالمال هو عصب الحياة ومن دونه من الصعب الحصول على أي شيء له ثمن، حيث يحتاج البشر إلى المال لدفع ثمن المأوى والغذاء وفواتير الرعاية الصحية وغيرها الكثير من الأمور.

ونظراً لضرورة المال للفوز بحياة كريمة، فإن فهم التمويل الشخصي أمر ضروري أيضاً، إذ يجب على كل شخص أن يكون مسؤولاً عن الأموال التي يكسبها، من خلال تحديد ميزانية تساهم في رسم مساره المالي المستقبلي وتبعده عن العشوائية وسوء التخطيط.

وتم تصميم أنظمة الميزانية الشخصية لمساعدة الأفراد على فهم وتقييم علاقتهم بالمال، والهدف منها هو تأكدهم أنهم لا ينفقون أكثر مما يكسبون، وبهذه الطريقة يمكنهم تجنب الوقوع في مأزق الديون، ولكن ورغم الأهمية التي يمثلها مفهوم وضع ميزانية للمصاريف، إلا أن عدداً كبيراً من البشر يكرهون فكرة تحديد ميزانية.

تخلق شعورا بالحرمان

بحسب تقرير لـ CNBC فإن الكثير من الأشخاص في العالم يكرهون مصطلح الميزانية، تماماً كما يكرهون فكرة تحديد ميزانية لمصاريفهم، حيث يعتبر هؤلاء أن مفهوم تحديد ميزانية للمصاريف يؤدي إلى الشعور بالحرمان، تماماً مثل فكرة اتباع نظام غذائي صحي.

ووفقاً لشركة Sun Group Wealth Partners الأميركية لإدارة الثروات، فإن فكرة تحديد ميزانية هو مفهوم ساحق للغاية بالنسبة للمستهلك العادي، ويشبه إلى حد ما، إخبار الشخص أنه يحتاج إلى اتباع نظام غذائي وتناول طعام صحي.

وأشارت الشركة إلى أن أكثر من 60 بالمئة من عملائها يشعرون كما لو أنهم سيعانون حرفياً في حال قاموا بوضع ميزانية لمصروفاتهم.

وتقول خبيرة الاقتصاد السلوكي سارة نيوكومب لـ CNBC، إن الميزانية تساعد في تقييم الأولويات المالية للشخص، وبالتالي التحكم في الإنفاق، ولكن هذا الأمر يمكن أن يخلق شعور بالحرمان، مما يؤدي إلى تمرد الناس على هذا المفهوم، كاشفة أن النصيحة المالية الكلاسيكية التي تفرضها الميزانية والمتمثلة في خفض الإنفاق على احتياجات مثل الترفيه والمواعدة، تتعارض مع العملية الطبيعية للتحفيز البشري.

ويرى خبراء ماليون أن مفهوم الميزانية يحتاج إلى إعادة صياغة، والظهور على أنه خيار إيجابي وليس بسلبي.

وعلى سبيل المثال، يمكن للأسر أن تفكر في الأمر على أنه خيار للحصول على أموال إضافية دون التضحية بالكثير، إضافة إلى اعتباره خياراً يوفر الأمن والأمان.

وتقول المدربة المالية لينيت خلفاني كوكس، خلال جلسة أسئلة وأجوبة نظمها مصرف “جيه بي مورغان”، إن الميزانية يجب أن لا تمثل أي تقييد نفسي، بل الأمر يتعلق باختيار كيفية تخصيص الموارد المالية وكيفية أنفاقها.

ويرى الخبير المحاسبي والمالي المحلف لدى المحاكم، وليد كامل أبو خير، في حديث لموقع “اقتصاد سكاي نيوز عربية”، إن الموازنة بشكلها العام تعرَّف على أنها خطة مالية يتم وضعها لفترة زمنية مقبلة، قد تكون فصلية أو سنوية أو نصف سنوية، وتتضمن مجموع المدفوعات والمصروفات، التي من المتوقع دفعها خلال الفترة المحددة.

كما تتضمن الموازنة تقدير الواردات المالية، حيث من خلالها يتحدد مقدار، إما الفائض المالي أو العجز المالي المتوقع، واصفاً الميزانية بالمشروع الذي يعكس التوجه الإنفاقي للمرحلة الزمنية المقبلة، ومن هنا تكمن أهميتها لدى الأفراد حيث تحدد طبيعة مصروفاتهم واتجاهاتها، وبالتالي تضبط مالية أو سيولة الفرد.

الضروري أن يكون الوضع مرهقاً، إذ يجب على الفرد تحديد المبلغ الذي يريد ادخاره كل شهر، ثم إنفاق المبلغ المتبقي على نفسه، ما يزيل بعضاً من الكره الذي تسببه فكرة الميزانية، فالمتعة جزء مهم من أي ميزانية، ولا بأس أن نفعل أشياء رائعة بأموالنا، مثل القيام برحلة، أو الإقامة في فندق، أو تناول الطعام في مطعم جميل، حيث لا يلزم أن تقتصر الميزانية على المدخرات وإنفاق الأموال بين “الجدران الأربعة” أي المنزل، لافتاً إلى أنه عند التفكير في كيفية وضع الميزانية، يجب عليك أيضاً إفساح المجال للأشياء التي تستمتع بها.

ويرى الخبير المحاسبي أنه طالما يقوم الفرد بدفع فواتيره في الوقت المحدد، ويدخر لتحقيق أهدافه طويلة المدى، فإن إنفاق المال على ما يحب لا يضر بصحته المالية، ولذلك على كل شخص البحث عن مساحة في ميزانيته لمكافأة نفسه، على تحقيق التقدم المالي، وهذا يخفف من الشعور بالكره تجاه الميزانية.