محلية
الخميس ١٠ تموز ٢٠٢٥ - 08:30

المصدر: نداء الوطن

ما بعد برّاك… إسرائيل تطلق “عمليات خاصة وموجّهة”

كتبت صحيفة “نداء الوطن”:

الموفد الأميركي توم برّاك ” قال كلمته ومشى”، ولكن وفق ما هو واضح، فإنه بعد مغادرته عادت الكلمة للميدان، فهل ما بدأ يحصل من تطورات عسكرية يأتي ترجمة لِما قاله برَّاك من أن إعطاء الضمانات كمَن يمشي على المياه؟ وهل هذا بمثابة ضوء أخضر لإسرائيل لتحقق بالنار ما لم يتحقق بالدبلوماسية؟
المؤشر الأساسي إلى عودة العمليات العسكرية، هو أن إسرائيل أعطت اسمًا للعملية، وهو “عمليات خاصة وموّجهة” special and targeted operations.
وهذا له مدلولاته في العلم العسكري حيث أنه لا تُطلَق أسماء إلا عند بدء عمليات جديدة، وليس مجرد تصعيد.
التصعيد الإسرائيلي في الميدان
أول من أمس، بالتزامن مع وجود برّاك في بيروت، في يومه الثاني، شنَّت إسرائيل غارة، أهميتها ليست في ما استهدفته بل في العمق الجغرافي للهدف وعلى بُعد قارب المئة والثمانين كيلومترًا من الحدود الجنوبية.
أمس، عاودت إسرائيل عملياتٍ تشبه إلى حدّ بعيد ما كانت تقوم به قبل اتفاق وقف إطلاق النار في السابع والعشرين من تشرين الثاني 2024، ويقول الجيش الإسرائيلي، في هذا السياق، إن قواته واصلت مهمتها على طول الحدود اللبنانية، بهدف حماية الإسرائيليين والقضاء على أي تهديد، ويتابع الجيش الإسرائيلي: “تعمل القوات الإسرائيلية على تفكيك البنية التحتية لـ “حزب الله” في جنوب لبنان. مضيفًا “بناءً على معلومات استخباراتية وتحديد أسلحة وبنى تحتية تابعة لـ “حزب الله” في عدة مناطق في جنوب لبنان، شنّ الجنود عمليات خاصة ومحددة لتفكيكها ومنع “حزب الله” من إعادة تمركزه في المنطقة”. ولفت الجيش الإسرائيلي إلى أنّه في إحدى العمليات في منطقة جبل البلاط، “عثرت قوات من اللواء 300 على مجمع يحتوي على مستودعات أسلحة ومواقع إطلاق نار تابعة لـ “حزب الله”، وقام جنود الاحتياط بتفكيك البنية التحتية”. أضاف أنّه في عملية أخرى، “عثر جنود احتياط من اللواء التاسع على أسلحة مُخبأة في منطقة كثيفة في منطقة اللبونة، بما في ذلك قاذفة متعددة الفوهات، ومدفع رشاش ثقيل، وعشرات العبوات الناسفة”، لافتاً إلى أنّ “القوات صادرت وفككت المعدات والأسلحة العسكرية التي كانت موجودة في المنطقة”.
وتابع الجيش الإسرائيلي: “عُثر على مبنى تحت الأرض يُستخدم لتخزين الأسلحة، وتم تفكيك البنية التحتية له في عملية هندسية نفذتها قوات اللواء”، معلناً أنّه “يواصل عملياته للقضاء على التهديدات الموجهة ضد إسرائيل ومنع محاولات “حزب الله” لترسيخ وجوده، وفقًا للتفاهمات بين إسرائيل ولبنان”.
اغتيال قائد في “وحدة بدر”
الجيش الإسرائيلي أعلن أنه اغتال “قائد قوة النيران في قطاع الزهراني في وحدة بدر التابعة لـ “حزب الله” حسين علي مزهر، وبهذه العملية تكون إسرائيل قد فعَّلت عملية الاغتيالات، في سياق تحقيق مطالبها بالنار بعد تعثر الدبلوماسية. ولم يكتفِ الجيش الإسرائيلي بتفعيل ماكينة الاغتيالات بل حرك ماكينة التوغل البري أيضًا.
الردّ الإسرائيلي يُكتب بالنار؟
عبّرت مصادر رسمية عبر “نداء الوطن” عن تخوّفها من التطورات الأمنية. ورأت أن الهجمات الإسرائيلية في الجنوب والشمال، والعملية البريّة التي أعلنت إسرائيل عنها تشكّل مؤشرات سلبية، وهذا يعطي بعض المؤشرات إلى طبيعة الردّ الإسرائيلي على الورقة اللبنانية، والذي بدأ يُكتب بالنار.
الخارجية الأميركية تشرح كلام برَّاك
وغداة مغادرة براك بيروت، موقف بالغ الأهمية للخارجية الأميركية. المتحدث باسم الخارجية قال: “لن نُعلّق على المناقشات الدبلوماسية الخاصة وكما قال السفير توم براك علنًا لقد كان راضيًا بشكل لا يُصدق عن الاستجابة الأولية من الحكومة اللبنانية لكنه أشار أيضًا إلى أننا بحاجة الآن للدخول في التفاصيل”.
وتابع: “على الصعيد الأمني القوات المسلحة اللبنانية أحرزت تقدمًا في نزع سلاح “حزب الله” في الجنوب لكن لا يزال هناك المزيد من العمل المطلوب”.
أضاف، “نحتاج إلى أن تقوم الدولة اللبنانية بالمزيد لإزالة الأسلحة والبنى التحتية التابعة لـ “حزب الله” والجهات غير الحكومية في أنحاء البلاد بشكل كامل”.
“لا نريد أن يستعيد “حزب الله” قدرته”
وأردف، “لا نريد أن نرى “حزب الله” أو أي جماعة أخرى في لبنان تستعيد قدرتها على ارتكاب أعمال عنف وتهديد الأمن في لبنان أو إسرائيل”.
وختم، “الإصلاحات الأمنية وحدها لا تكفي في لبنان فيجب إقرار إصلاحات اقتصادية وقضائية حاسمة لضمان استقراره الماليّ واستعادة ثقة المجتمع الدوليّ وعلى البرلمان التحرك لإقرار قانون إعادة هيكلة المصارف وتشريع استقلالية القضاء”.
الجدير ذكره أن براك انتقل من لبنان إلى سوريا حيث التقى الرئيس أحمد الشرع في قصر الشعب.
هل يلتقي الشرع – نتنياهو في واشنطن؟
بحسب قناة “i24 ” الإسرائيلية، نقلًا عن مصدر سوري وصفته بأنه مقرب من الرئيس السوري، أحمد الشرع، فإنه من المتوقع أن يلتقي الشرع رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، في أيلول المقبل.
وسيكون الاجتماع في العاصمة الأميركية واشنطن، قبل اجتماع “الجمعية العامة للأمم المتحدة” في أيلول المقبل.
ومن المتوقع أن يعقد الاجتماع في البيت الأبيض، وسيتم التوقيع خلال الاجتماع على اتفاقية أمنية، برعاية رئيس الولايات المتحدة الأميركية، دونالد ترامب.
المصدر السوري اعتبر أن الاجتماع المرتقب سيكون الخطوة الأولى نحو اتفاقية سلام والتطبيع بين البلدين.
يُذكَر أن الموفد الأميركي توم براك كان كشف يوم الإثنين 7 تموز، أن الحوار بين سوريا وإسرائيل قد بدأ.
أول رئيس لبناني في قبرص منذ 15 عامًا
أكد رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون، أن “لبنان يتطلع إلى قبرص كونها البلد الذي لطالما كان الداعم له وسيبقى”، وقال: “تحولنا معًا مستقرًّا لكل من يسعى إلى السلام والحرية، وهذا هو أكثر ما يجمعنا اليوم وأعمق ما نريده لبلدينا وشعبينا ومنطقتنا والعالم. السلام العادل، عبر الحوار، لتبادل كل الحقوق والحرية المسؤولة الحاضنة لكل ازدهار وإبداع وتطور لحياة البشر وخيرهم”.
وأكد الرئيس القبرصي نيكوس خريستودوليدس أن “رخاء لبنان واستقراره هما ذات أهمية استراتيجية بالنسبة لقبرص والاتحاد الأوروبي”، وحيّا “الجهود التي يقوم بها الرئيس عون للتنفيذ الكامل لقرار مجلس الأمن الدولي 1701، وأيضًا اتفاق وقف الأعمال العدائية بتاريخ 27 تشرين الثاني 2024”.
مواقف الرئيسين عون وخريستودوليدس جاءت في مؤتمر صحافي مشترك أعقب لقاء القمة بينهما. يذكر أن الزيارة هي الأولى لرئيس لبناني إلى قبرص منذ أكثر من خمسة عشر عاماً.
نازحون سوريون يغادرون إلى بلادهم بدعم أممي
يستعد آلاف اللاجئين السوريين في لبنان للعودة إلى ديارهم، هذا الأسبوع، بموجب أول خطّة مدعومة من الأمم المتحدة تقدّم حوافز مالية، بعدما أبدى حكام سوريا الجدد ترحيبهم بعودة جميع المواطنين إلى بلدهم رغم الأضرار الكبيرة التي خلّفتها الحرب والمخاوف الأمنية.
وقالت وزيرة الشؤون الاجتماعية في لبنان حنين السيد إن السوريين العائدين سيحصلون على 100 دولار لكل منهم في لبنان و400 دولار لكل أسرة عند الوصول إلى سوريا. وأضافت أن الخطّة تغطّي النقل وأن سلطات الحدود قرّرت إعفاءهم من الرسوم.
وقالت الوزيرة السيد إن نحو 11 ألفاً سجّلوا أسماءهم للعودة من لبنان في الأسبوع الأول وإن الحكومة تستهدف بموجب هذه الخطة أن يتراوح عدد العائدين بين 200 و400 ألف هذا العام.