دولية
الأثنين ٢٤ آذار ٢٠٢٥ - 21:58

المصدر: أ ف ب

محادثات أميركية روسية في السعودية للبحث في هدنة محتملة في أوكرانيا

عقد مسؤولون من الولايات المتحدة وروسيا محادثات في السعودية اليوم الاثنين بهدف إحراز تقدم نحو وقف إطلاق نار واسع النطاق في أوكرانيا، في وقت تسعى فيه واشنطن إلى التوصل إلى اتفاق منفصل لوقف إطلاق النار في البحر الأسود قبل التوصل إلى الاتفاق الأوسع.

وتأتي المحادثات بعد مباحثات أميركية مع أوكرانيا في السعودية أمس الأحد، بينما يكثف الرئيس الأميركي دونالد ترامب مساعيه لإنهاء الصراع المستمر منذ ثلاث سنوات بين روسيا وأوكرانيا.

وتحدث ترامب الأسبوع الماضي بشكل منفصل مع كل من الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي والرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

ويقول البيت الأبيض إن الهدف من المحادثات هو التوصل إلى وقف إطلاق نار في البحر الأسود لضمان حرية حركة الملاحة، رغم أن المنطقة لم تشهد عمليات عسكرية مكثفة في الأشهر القليلة الماضية.

وقال دميتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين: “الأمر يتعلق في المقام الأول بسلامة الملاحة”، مشيرا إلى أن اتفاقا سابقا بشأن الملاحة في البحر الأسود تم التوصل إليه عام 2022 لم يحقق ما تضمنه من تعهدات لموسكو.

وأفاد مصدر مطلع على الخطط الأميركية تجاه المحادثات بأن الوفد الأميركي يقوده آندرو بيك المسؤول الكبير بمجلس الأمن القومي الأميركي، ومايكل أنطون المسؤول بوزارة الخارجية الأميركية.

ويمثل روسيا غريغوري كاراسين وهو دبلوماسي سابق يشغل حاليا منصب رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الاتحاد الروسي، وسيرغي بيسيدا مستشار رئيس جهاز الأمن الاتحادي.

ونقلت وكالة “إنترفاكس للأنباء” عن كاراسين القول خلال استراحة بعد محادثات لنحو ثلاث ساعات إن المشاورات تتقدم “بشكل بناء”، وإن الجانبين ناقشا قضايا ينظر إليها على أنها “تؤرق” العلاقات الثنائية.

 

وعبر ترامب، الذي دعا مرارا إلى إنهاء الحرب في أوكرانيا، عن ارتياحه التام لسير المحادثات وأشاد بانخراط بوتين في العملية حتى الآن.

إلا أن هناك شكوكا لدى القوى الأوروبية الكبرى حول ما إذا كان بوتين مستعدا لتقديم تنازلات معقولة أم أنه سيتمسك بما يرون أنها مطالب مبالغ فيها لا يبدو أنها تغيرت منذ أن نشر عشرات الآلاف من القوات في أوكرانيا عام 2022.

ويقول بوتين إنه مستعد لبحث السلام، لكن يجب على أوكرانيا التخلي رسميا عن طموحاتها في الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي وسحب قواتها من كامل أراضي أربع مناطق أوكرانية أعلنت روسيا ضمها وتسيطر على معظمها.

وأعلن الكرملين اليوم الاثنين أن روسيا لا تزال ملتزمة بوقف مؤقت لمدة 30 يوما للهجمات على أهداف البنية التحتية للطاقة في أوكرانيا، والذي وعد به بوتين ترامب الأسبوع الماضي، على الرغم من استمرار كييف في قصف منشآت الطاقة الروسية.

وأكدت أوكرانيا أنها لن توافق على وقف إطلاق النار إلا في حال توقيع وثيقة رسمية، واتهمت موسكو بانتهاك وقف إطلاق النار الذي أعلنته، وهو ما تنفيه روسيا.

وأشار الكرملين إلى أن المحادثات ستركز على فكرة إحياء مبادرة البحر الأسود.

وقال وزير الدفاع الأوكراني رستم أوميروف، الذي ترأس الوفد الأوكراني، إن المحادثات الأوكرانية الأميركية في السعودية تضمنت مقترحات لحماية منشآت الطاقة والبنية التحتية الحيوية.

وخفف المبعوث الأميركي الخاص ستيف ويتكوف، الذي التقى بوتين في موسكو في وقت سابق من هذا الشهر، من المخاوف بين حلفاء واشنطن في حلف شمال الأطلسي من أن أي اتفاق سلام في أوكرانيا قد يشجع بوتين على غزو جيران آخرين.

وقال ويتكوف لشبكة “فوكس نيوز” أمس الأحد: “لا أعتقد أنه يريد الاستيلاء على أوروبا بأكملها. الوضع مختلف تماما عما كان عليه الحال في الحرب العالمية الثانية”.