المصدر: صوت لبنان
محي الدين الشحيمي لصوت لبنان: حزب الله جزء لا يتجزأ من ترسانة “ولاية الفقيه”… واسرائيل تتوجس المواجهة المباشرة مع طهران …
وصف المستشار القانوني في المفوضية الاوروبية الدكتور محيي الدين الشحيمي في حديث الى برنامج”الحكي بالسياسة”عبر صوت لبنان تاريخ 7ايار 2008 بـ”اليوم الاسود والخبيث”والذي كان المنطلق الاساس لتحديد اطر السيطرة الايرانية على لبنان والتأكيد على توجّه سلاح حزب الله الى الداخل(سيما في خلال حرب”الاخوة” بين الثنائي الشيعي ومرحلة ما بعد اتفاق”الطائف”الذي اقرّ بضرورة تسلم سلاح المليشيات كافة واستثناء الحزب تحت مندرجات”المقاومة” وبقاءه جزء لا يتجزأ من الترسانة العسكرية لـ”ولاية الفقيه”)، مسجلا تجاوز”بيروت”لذكرى 7ايار ومضيها قدما في مسار العودة الى انتظام العمل المؤسساتي والعلاقة الجيدة مع دول الجوار وارساء اسس الثقة العالمية والعربية واعادة انخراط البلاد في منظومة التعاون الدولي المتبادل، على رغم ما يحيط به من الغام وتقاطعات اقليمية مشتعبة، ما يتطلب القيام بمزيد من الجهد والفكر الصريح والشفاف وعدم التلاعب بمضمون الاتفاقات والبيانات ذات الصلة.
وربطا، روى الشحيمي تفاصيل عقد اتفاق اميركي – سوري – فرنسي بعيد انتهاء الحرب الاهلية لحين اغتيال الرئيس الاسبق للحكومة رفيق الحريري، يقوم على تعزيز اواصر الاستقرار الداخلي في لبنان، ما ادى الى تفعيل مداميك السيطرة الايرانية واعتبار جنوبه “منطقة مدّولة” بعيدة عن سيطرة السيادة الشرعية، واصفا استمرار سلة الاعتداءات الاسرائيلية بـ”غير المقبولة والمسموح بها”، مشيرا الى اعتماد القيمين على العهد الجديد آلية تطبيق مضمون النصوص الدستورية والقانونية في ما خص الوصول الى خواتيم سعيدة في ملف حصرية سلاح حزب الله والشروع بدورة الاصلاحات الاقتصادية والنقدية والاجتماعية والامنية المطلوبة دوليا، دون اغفال بنية الحوكمة الداخلية، ما اسهم في الاشادة باداء الادارة الرسمية التي اتخذت خطوات عملانية ادت الى تلقيها سلة من”جوائز ترضية مرحلية” على غرار الانفتاح العربي وتغيير طريقة تعاطي المجتمع الدولي معها.
واستطرادا، طالب الشحيمي قيادة حزب الله باهمية الانسياق والانخراط في العمل السياسي الداخلي وتطبيق ما تفضي اليه الدستور والقانون والاتفاقيات الدولية، واصفا شعار “المقاومة رافعة محلية واقليمية اساس” بـ”السردية الاعلامية السطحية الناقصة”، ملقيا الضوء على بدعة الفصل ما بين جنوب(والذي هو خط تماس بين لبنان وفلسطين المحتلة والتطبيق المباشر للاتفاقات الدولية) وشمال نهر الليطاني حيث يعّمد حزب الله على تضيع الفرصة والتفاف على النصوص التشريعية.
وفي المقلب عينه، اكد الشحيمي وجود تنافس شديد في الاروقة الداخية للحزب الذي يعيش حالة من تعددية الاجنحة واختلاف الاراء فيه والقائمة على شدّ عصب بيئته واستثماره وفقا لقاعدة “غبّ الطلب”(سيما في مرحلة اجراء الاستحقاق الانتخابي البلدي) وذلك خوفا من تملمها نظرا لما جرت الحرب الاسرائيلية الاخيرة الى البلاد من ويلات وخراب، معتبرا نهائية كيانية الدولة اللبنانية خطا احمر. وختاما، شدد الشحيمي على امكان الوصول بالمشهد الداخلي اللبناني الى برّ الامان، لافتا الى تجاذب منطقة المشرق العربي 3 قوميات هي:”القومية الايرانية – الفارسية القائمة على اسس “ولاية الفقيه” والاميركية – الترامبية والاسرائيلية اليمينية المتطرفة، لافتا الى توجس تل ابيب من مواجهة طهران مباشرة ورغبة الرئيس الاميركي دونالد ترامب بعقد اتفاق سريع مع الاخيرة للتفرغ “للتنين الصيني”، واصفا ما يجري راهنا بين الهند وباكتسان بـ”ربط نزاع اميركي – صيني – روسي” قد يؤدي الى اندلاع حرب ما”.