خاص
play icon
الأربعاء ٩ تموز ٢٠٢٥ - 13:08

المصدر: صوت لبنان

مها نصرالله وجوزف رستم يتحدّثان عبر صوت لبنان عن منح أرشيف الأديبة إميلي نصرالله إلى المكتبة الشرقية

حلّت السيدة مها نصرالله، ابنة الأديبة الراحلة إميلي نصرالله، ضيفة على برنامج “إنترفيو” عبر صوت لبنان،حيث تحدّثت عن منح أرشيف والدتها الأدبي الى المكتبة الشرقية، واصفة هذه الخطوة بأنها “حماية لكنز لا يُقدر بثمن”.
وأشارت نصرالله الى تنوع الأرشيف الذي يتضمن قصصًا للأطفال،صورًا،مقالات غير منشورة، مراسلات خاصة، مخطوطات، وترجمات لكتب لم ترَ النور.
واضافت:” لقد جمعت هذا الأرشيف كما يُجمع الكنز، وعندما وقع انفجار مرفأ بيروت شعرت بالخوف من ضياعه فباشرت بتوثيقه”.
وتابعت:” لقد كانت مسؤولية كبيرة لكنني امتلكت الوقت الكافي لها، ولم يكن من الممكن التغاضي عنها”.

كما لفتت الى إيمان إميلي نصرالله بأن “القلم يكسر الخوف ويكشف عن معاناة المجتمعات التي كتبت عنها”.

وأبرزت نصرالله أن إميلي كتبت للأطفال وكانت تستلهم شخصيات واقعية من القرية،لا سيما المهمشين، مثل قصة الطفل الذي يعاني من إعاقة جسدية ويكتفي بمراقبة الأطفال عبر النافذة.
وأضافت:” وجدت هذه القصة بين أرشيفها،ففرحت كثيرًا، كما اكتشفنا تسجيلاً صوتيًا لها حوّلنا الى فيلم قصير بتقنية الرسوم المتحركة”.
وتابعت:” ان موضوع الهجرة الذي شغل حيّزًا كبيرًا في أدب إميلي، لا يزال يواكب واقعنا حيث يكاد لا يخلو بيت لبناني من فرد مقيم وآخر مهاجر”.

وعن جمعية “بيت طيورأيلول”، أوضحت ان والدتها الأديبة إميلي أسستها عام 2015 وسُجلت رسميًا بهدف إنشاء مكتبة ومركز للأبحاث واللقاءات الثقافية، وبعد رحيلها تم افتتاح الجمعية عام 2018 بحضور نحو500 شخص من لبنان والمهجر للاحتفاء بإرثها الفكري.
وأكدت ان الجمعية تفتح أبوابها للطلاب والباحثين للاطلاع على الأرشيف، اذ يضم معرضًا دائمًا وغرفة مخصصة لكل من يرغب في التعمق في أدب إميلي نصرالله خصوصًا في مجالات الهجرة، مشيرة الى نية الجمعية دعم مشاريع طلابية مستقبلية في هذا الاطار.

من جهته، قال الدكتور جوزف رستم، مدير المكتبة الشرقية ضمن البرنامج عينه:” اهتمامي بأرشيف إميلي نصرالله نابع من معرفتي العائلية بها، ومن تأثري بمقالها عن الهجرة في قصة “طيور أيلول” التي قرأتها على مقاعد الدراسة ولا تزال عالقة في ذاكرتي، كما اني عشت في الخارج لفترة طويلة وأعرف جيدًا معنى الهجرة”.
وأضاف ان المكتبة الشرقية تولي اهتمامًا خاصًا بالأدب اللبناني لا سيما الأدب النسائي، مشيرًا الى ان غالبية الأرشيفات الأدبية تعود لرجال، في حين تسعى المكتبة الى جمع ارشيفات النساء المبدعات في لبنان،ومن بين ما تملكه حاليا:أرشيف إميلي نصرالله،لطيفة ملتقى.

وأوضح ان المكتبة التي تعد من أقدم الصروح الثقافية تحتفظ بمخطوطات ثمينة وان هدفها الحفاظ على الإرث الأدبي من الضياع.
كما لفت الى اهتمام الجيل الجديد بالتعرف الى حياة اللبنانيين ما قبل الحرب وهوما يتمثّل في أدب إميلي نصرالله .
وقال:” اللغة العربية بحاجة الى سلاطين جدد، ونحن نعمل بالتعاون مع جمعية “طيور أيلول” ومركز الدياسبورا لتعريف الأجيال بالأرشيفات، كما نشجع المدارس على زيارة المكتبة لفهم العملية الابداعية في الكتابة التي ليست بالامر السهل”.
كما تحدّث عن حفل تسليم الأرشيف الذي بدأ بصوت إميلي نصرالله تستعرض سيرتها وتعبّر عن رفضها القيود المفروضة على المرأة، قبل ان تتوالى شهادات من العائلة عبر الأجيال، ومن عدد من الكتّاب والمثقفين.
وأشار الى ان المكتبة الشرقية الى جانب المكتبة الوطنية تمثلان ذاكرة لبنان، وقد مرّ عبرهما العديد من المثقفين والمبدعين، لافتا الى ان المكتبة الشرقية شاركت بمعرض في باريس يوثّق بالصور تاريخ لبنان كما وتعمل على رقمنة الأرشيفات لعرضها عبر الانترنت .
وختم حديثه بالاشارة الى ان المكتبة الشرقية تسعى لتعزيز أرشيف المسرح اللبناني لديها، الى جانب اهتمامها بالأدب التراث التاريخ والسياسة.