مجتمع
الجمعة ٢ كانون الأول ٢٠٢٢ - 20:37

المصدر: الحرة

“نساء يتمشين أمام الشرطة بدون حجاب”.. شهادات من داخل احتجاجات إيران

سلط تقرير لصحيفة “الغارديان” البريطانية الضوء على مسار تطور الاحتجاجات في إيران، المستمرة منذ أكثر من شهرين وقتل خلالها أكثر من 400 مدني، وفقا لمنظمات حقوقية.

تقول الصحيفة إنها تحدثت لثلاثة أشخاص من مناطق مختلفة في طهران عن كيفية تطور الاحتجاجات وكيف غيرت الحياة اليومية في مدينتهم.

يشير محسن (اسم مستعار) البالغ من العمر 38 عاما ويعمل في مجال التسويق بطهران إلى الناس يهتفون كل ليلة تقريبا ضد النظام في أجزاء من العاصمة.

ويقول محسن إن “منطقتنا بطهران كانت نشطة في الأسبوعين الأولين من بدء الاحتجاجات، ولكن بعد ذلك خفت قليلا نتيجة انتشار قوات الشرطة والباسيج في الشوارع الرئيسية”.

ويضيف أن “هذا الأمر أدى إلى تغير شكل الاحتجاجات، حيث ركز الناس على إطلاق مزامير السيارات واختلاق زحامات مرورية، وهذه أيضا تهدأ بين فترة وأخرى ومن ثم تعاود بشكل أوسع في أوقات معينة”.

يؤكد محسن أن الهتافات في الليل في منطقته على سبيل المثال أهدأ من قبل، لكنه يقول إن هذا يعتبر استثناء ففي أجزاء أخرى من المدينة زارها مؤخرا، يهتف الناس كل ليلة تقريبا والشعار الأكثر ترديدا هو “الموت للديكتاتور”.

بالمقابل يتحدث عن حصول اشتباكات متقطعة بين عناصر الباسيج، فيما لا تزال الكتابة على الجدران منتشرة بشكل ملحوظ وتتضمن أسماء الضحايا وخاصة مهسا أميني ونيكا شكارامي أو عبارات ضد النظام.

على صعيد الالتزام بالحجاب، يقول محسن إن الكثير من النساء يتجاهلن القانون، وما يصل إلى أربع من كل 10 نساء في الشوارع الرئيسية لا يغطين رؤوسهن.

ويبين أن “قوات الأمن تتجاهل ذلك في الأساس لأنهم لا يستطيعون ملاحقة الجميع، بل إن بعض النساء يتمشين أحيانا أمام أفراد الشرطة بدون حجاب في الساحة المركزية بالمدينة”.

أما فرح البالغة من العمر 24 عاما وتعمل مدرسة في تبريز شمال غرب إيران فتؤكد أن الاحتجاجات في منطقتها لم تكن كثيفة منذ البداية مقارنة بالمدن الأخرى.

وتشير إلى أن “الغالب هنا هو عصيان مدني، مثل خلع الحجاب والإضرابات والتجمعات في الجامعة وترديد عبارات الموت للديكتاتور”.

تقول فرح إن المدينة شهدت بعض الأيام العنيفة أثناء الاحتجاجات في منتصف نوفمبر، لكنها بعد اعتقال العشرات من الأشخاص هدأت قليلا”.

وتضيف فرح: “أرى النساء غير المحجبات يوميا في الحافلة والمترو وحتى في الجامعة، ومعظمهن من الشابات والفتيات”، مشيرة إلى أنه “في السابق لم يكن هذا الأمر موجودا على الاطلاق في المدينة المحافظة للغاية”.

في شيراز جنوب إيران، تقول شيرين البالغة من العمر 22 عاما إن الاحتجاجات لا تزال قوية بشكل عام، لكنها تحدث بطرق مختلفة”.

على سبيل المثال، يقاطع الناس الشركات أو المتاجر التي ثبت أنها تدعم النظام، وكذلك ينضم سائقو الشاحنات إلى الإضراب في العديد من المحافظات في إيران، وفقا لشيرين.

وتشهد إيران احتجاجات منذ وفاة مهسا أميني الشابة الكردية الإيرانية البالغة 22 عاما في 16 سبتمبر، بعد ثلاثة أيام من توقيفها في طهران من قبل شرطة الأخلاق بعد اتهامها بانتهاك قواعد اللباس الصارمة في البلاد.

ومنذ بدء الاحتجاجات، قُتل عشرات الأشخاص، معظمهم من المتظاهرين لكن أيضا من القوات الأمنية، كما أوقف آلاف الأشخاص، بمن فيهم صحافيون، أثناء التظاهرات التي تصفها السلطات بأنها “أعمال شغب”.

ووجهت تهم إلى أكثر من ألفَي شخص، نصفهم في طهران، منذ بدء الاحتجاجات، بحسب أرقام رسمية قدمها القضاء الإيراني.