فنية
الثلاثاء ٢٥ كانون الثاني ٢٠٢٢ - 09:07

المصدر: المدن

نفاق بلا حدود…”إيجي بيست” يحذف “أصحاب ولا أعز”

حذف موقع قرصنة الأفلام الشهير “إيجي بيست”، فيلم “أصحاب ولا أعز”، من أجل “الحفاظ على القيم الاجتماعية والثوابت الأخلاقية”.
وفيما يبدو الخبر نكتة رائجة في مواقع التواصل، عن موقع قرصنة هو في الحقيقة يسرق المحتوى من مواقع أخرى لكنه يحاضر في الأخلاق! إلا أن الخبر حقيقي، رغم المفارقة، حسبما أشار “مركز الإعلام الرقمي” وهو منظمة غير حكومية معنية بمراقبة مواقع التواصل في العالم العربي. فيما يحيل البحث عن الفيلم في الموقع إلى صفحة خالية، ما يعني أن الفيلم كان موجوداً في سيرفرات الموقع في وقت سابق.

و”إيجي بيست” هو أشهر مواقع القرصنة في العالم العربي، ويعمل على سرقة المحتوى من منصات عالمية، بما في ذلك المسلسلات والأفلام، ويعرضها مجاناً مقابل إعلانات. وكانت هنالك محاولات لحجب الموقع في مصر والسعودية وغيرها من دول المنطقة في السنوات الماضية، مع توجه تلك الدول للإشراف على منصات خاصة بها لتقديم المحتوى حسب الطلب على طريقة شبكة “نتفليكس” العالمية، ومنها منصة “واتش إت” المصرية و”شاهد” السعودية.

وفيما لا يمتلك كثيرون إمكانية الوصول إلى “نتفليكس” في العالم العربي بسبب تضييقات إدارية وعقبات تكنولوجية ومادية، شكلت القرصنة أسلوباً للمشاهدة. لكن ذلك يحيل إلى مشكلة جدلية تتعلق بالأخلاق المجتمعية التي يتم الحديث عنها ومحاكمة أصحاب فيلم “أصحاب ولا أعز” بموجبها.

وبدأت شبكة “نتفليكس” قبل أيام بعرض فيلم “أصحاب ولا أعز”، وهو دراما مصرية لبنانية مشتركة، من إخراج وسام سميرة وبطولة منى زكي، إياد نصار، عادل كرم، نادين لبكي وجورج خباز. ويسلط الفيلم الضوء على المثلية الجنسية وعلى العلاقات الزوجية والخيانة والحاجات الجنسية، ما أثار غضباً هائلاً من قبل معلقين رأوا أن الفيلم “لا يعبر عن قيم المجتمع”.

هذا التناقض بين النظر للقرصنة وسرقة الحقوق الفكرية كإبداع وشطارة من جهة، وذم الحريات الشخصية من جهة ثانية، هو المذهل في العالم العربي. ورأى بعض المغردين أن “المجتمع منافق ويدّعي العفة في العلن ثم ينهار بسبب فيلم يحاكي الواقع”، وإن كانت العفة غالباً أداة تسلط اجتماعية على الأجساد والرغبات والمشاكل الزوجية والجنسية الطبيعي وجودها في المجتمعات كافة. كما رأى آخرون أن مهاجمة الفيلم تعكس “ذعر حراس المنظومة البالية”.