خاص
play icon
play icon pause icon
وليد فارس
الأثنين ٢٤ آذار ٢٠٢٥ - 20:32

المصدر: صوت لبنان

وليد فارس لصوت لبنان: حزب الله بات ضعيفًا والكلام الأميركي رسالة ثنائية للبنان

أوضح مستشار السياسة الخارجية السابق للرئيس دونالد ترامب واستاذ العلوم السياسية في واشنطن الدكتور وليد فارس في مداخلة ضمن برنامج “مانشيت المساء” عبر صوت لبنان حقيقة الموقف الاميركي تجاه الحكومة اللبنانية قائلا: “علينا أن نميّز بين كلام ويتكوف ووزيري الخارجية والدفاع الأميركيين ومورغان اورتاغوس فما يسرّب عنهم شيء وما يقولونه شيء اخر، وهذا يعني رسالة ثنائية أي نحن “غير راضين” عن الأداء، وأميركا تهتم بالملفات وهي تضغط على حزب الله .
وقال:” قبل الحديث عن المهلة لنزع السلاح، يجب أن نفهم ما المقصود بنزع سلاح حزب الله”، موضحا أن نزع السلاح لا يعني مواجهة مباشرة بين الجيش اللبناني والحزب، فالمطلوب هو تغيير في الموقف اللبناني.
وتابع: ” المطلوب ليس اشتباكًا مباشرًا بين الدولة اللبنانية وحزب الله، لأن هذه القضية ذات أبعاد إقليمية ودولية، المطلوب أن تتحمل الدولة اللبنانية مسؤوليتها في المناطق التي تسيطر عليها خارج نطاق نفوذ حزب الله العسكري”.
وعن تشكيل ثلاث لجان دبلوماسية تضم أعضاء مدنيين وعسكريين لمناقشة القضايا العالقة بين لبنان واسرائيل والخشية من الذهاب الى التطبيع، قال: “هناك فارق واضح بين الموقفين الرسميين اللبناني والأميركي، فالتصريحات الأميركية تشير إلى ضرورة قيام لبنان بخطوات معينة، مثل التطبيع أو التواصل مع إسرائيل، وهو أمر لا تستطيع الحكومة اللبنانية الحالية تحقيقه في ظل المعادلة السياسية الراهنة، ومن جهة أخرى، تنتظر الحكومة اللبنانية من الولايات المتحدة أن تمارس ضغوطًا أكبر على حزب الله وإيران، وهذا امر غير مطروح”.
واضاف: “ما يتم مناقشته هو اجتماعات تقنية للتفاوض حول الانسحابات وبعض القضايا ذات الصلة”، معتبرا ان القرار بهذا الشأن لا يقع في يد الحكومة اللبنانية، بل هو رهن بتوجهات حزب الله، الذي يحدد شروط الاجتماع أو يمنعه تمامًا إذا لم تُلبى مطالبه، وهذا يثير مخاوف الحكومة اللبنانية من أي مواجهة محتملة مع حزب الله، نظرًا لغياب الضمانات الكافية من الولايات المتحدة”.
وردا على سؤال، لفت فارس الى انه إذا أخذت الدولة اللبنانية المبادرة في المناطق التي تقع تحت سلطتها، قد يؤدي ذلك إلى تقارب في الموقف الأميركي، بحيث يدعمها في الضغط على إسرائيل”.
وشدد فارس على ان الدولة اللبنانية يجب أن تكون صاحبة القرار في مسألة نزع السلاح في أماكن محددة، وعندها، يمكنها ممارسة ضغط على الولايات المتحدة الأميركية.
وأردف: ” قدرة حزب الله تراجعت استراتيجيًا بسبب انقطاع خطوط الاتصال الجغرافية وتأثير ذلك على قوته.
واكد فارس ان المبادرة بتطبيق القرارات الدولية ومنها القرار 1559 يجب أن تأتي من الحكومة اللبنانية، التي ينبغي أن تعلن أمام المجتمع الدولي استعدادها للبدء بتطبيق هذه القرارات، وأن تطلب الدعم في المناطق التي تستطيع العمل فيها، لكن هذا لم يحدث حتى الآن، بسبب غياب التفاهم بين واشنطن وبيروت أو بعبدا حول هذا الموضوع.
ولفت فارس الى ان الرئيس الاميركي دونالد ترامب يريد التوصل إلى اتفاقات تمنع الحروب، لكنه يضع شروطًا صارمة، منها إنهاء عسكرة البرنامج النووي الإيراني ووقف دعم الميليشيات مثل حزب الله والحشد الشعبي في العراق والحوثيين في اليمن فإذا لم تُقبل هذه الشروط، فإن الإدارة الأميركية مستعدة لاتخاذ خطوات أخرى.
واوضح” ان حزب الله يواجه ضعفًا استراتيجيًا بسبب انقطاع خطوط الاتصال الجغرافية بين الضاحية الجنوبية والجنوب والبقاع من جهة، وبين العراق وإيران من جهة أخرى وهذا الانقطاع أثر على قوته اللوجستية، مما يجعله أكثر حذرًا في استخدام موارده الحالية، كون الوضع الاستراتيجي تغير، وهذا يفسر لماذا ترى إدارة ترامب أن الوقت مناسب للضغط على حزب الله.
أما بالنسبة لإيران، فهي تواجه ضغوطًا كبيرة لضبط حزب الله”.
ولفت فارس الى ان الإدارة الأميركية تنسق مع إسرائيل بشأن الملف اللبناني، وتعتقد أن إضعاف النظام الإيراني سيؤدي حتمًا إلى إضعاف حزب الله.
وختم بالقول : “النظام الإيراني قلق من تقديم تنازلات كبيرة، لأنه يخشى أن يؤدي ذلك إلى فقدان السيطرة على الميليشيات التابعة له، مما قد يضعف موقفه داخليًا”.