خاص
play icon
play icon pause icon
يوسف سلامة
الخميس ١٢ تشرين الأول ٢٠٢٣ - 15:49

المصدر: صوت لبنان

يوسف سلامة للحكي بالسياسة: حرب غزة مُفتعلة ولغايات ونتائج محددة

رأى الوزير السابق يوسف سلامة عبر صوت لبنان ضمن برنامج “الحكي بالسياسة” ان ما حصل في 7 تشرين الأول مفصلي في تاريخ المنطقة، ويهدف لمكافحة التمدد الإيراني بعد جهوزية البيئة السنية للتعامل بسلام مع اسرائيل وقبول الأمر الواقع، ويوازي بأهميته ما حصل في 11 ايلول من العام 2001 ، الذي تسبب بإحتلال العراق وافغانستان وبفتح أبواب المشرق لإيران، والاستفادة من صعود الدور الإيراني وخلق حالة ذعر في المجتمع العربي والسني لقبول السلام مع اسرائيل بسهولة، معتبرًا أن حماس قد تدفع ثمن تحريك الملف الفلسطيني الإسرائيلي سياسيًا وعسكريًا، نيابة عن الشعب الفلسطيني الذي سيقبض الثمن، في قيام دولة فلسطينية كاملة بين غزة والضفة، وصولًا إلى الانتهاء من التطبيع العربي بإيجاد حل نهائي للقضية الفلسطينية، مؤكّدًا أن ما جرى أقنع اسرائيل بأن أمنها مُهدّد، وبأنها تحتاج لحماية اميركا والغرب، ما سيدفعها إلى عدم رفض ما رفضته مع ياسر عرفات بعد اتفاقية اوسلو.

واعتبر سلامة أن التطبيع غير ممكن من دون حل الدولتين، وان كل ما يحصل منذ ولادة اسرائيل حتى اليوم هو نتيجة التآمر الدولي على المنطقة، وان القوى الشعبية البريئة غير قادرة وحدها على تغيير مجرى التاريخ، معتقدًا ان الحرب التي بدأت بغزة لن تدوم طويلًا، لأنها مُفتعلة ولغايات ونتائج محددة، مشيرًا إلى ان حاجة اوروبا والعالم الغربي للغاز الجديد من البحر الأبيض المتوسط كأكبر خزان للغاز، تفرض الاستقرار في المنطقة، بعد استنفاذ البترول في الخليج العربي كحاجة أساسية والتوقف عن استثمار البترودولار في شراء الأسلحة وفي المصارف الغربية.

وأشار سلامة إلى أن تغير الحاجة الاستراتيجية الاقتصادية في المنطقة، سيفرض السلام بدولة فلسطينية، مؤكّدًا أن قرار الحرب والسلم موجود لدى أمريكا وإيران وليس لدى حزب الله وإسرائيل، وان ما يحصل بين اسرائيل وحزب الله هو مجرد مناوشات لحفظ ماء الوجه، مشيرًا إلى ان حزب الله الله بنى مشروعيته على تحرير ارض لبنان من العدو الإسرائيلي، وطوّر خطابه شعبويًا نحو تحرير القدس لدعم سرايا الدفاع الإيرانية في فلسطين المتمثّلة بحركة حماس، مؤكّدًا ان حزب الله لا يمكن ان يستمر كقوة عسكرية ايرانية في لبنان، بعد فرض السلام الدولي على منطقة الشرق الأوسط، وايجاد سلطات شرعية مؤمنة بثقافة السلام بين سوريا ولبنان وفلسطين، وان ايران ستلتزم بالقرارات الأممية، وان السلام في الشرق الأوسط سيكون المنتصر.

وفي الملف الرئاسي اللبناني اوضح سلامة ان لبنان في فترة الوقت الضائع بانتظار الحدث الكبير الذي سيفرض الحل على الجميع، والذي سيخرج الجميع من المعادلة، لتصبح التسوية بين الشعب اللبناني بذاته، مع عدم امتلاك أي طرف لحق النقد داخليًا وخارجيًا، مع عودة الجميع إلى حجمهم الطبيعي، مؤكّدًا ان التاريخ يشهد على تبدل الأدوار وعلى التوهّم بامتلاك القوة لفرضها على الآخر، مشيرًا إلى ان بشار الأسد  يلعب على  الديمغرافية السورية لثبيت بقائه، مع عدم امتلاكه لقوة القرار، وان هجمة النزوح السورية على لبنان قد تكون لقبول السلام مع اسرائيل من منطلق خصوصية الضغط على كل شعب، آملًا أن يتمكّن اللبنانيون بذكائهم الفطري وحكمتهم من تخفيف الأعباء

والكلفة على الشعب اللبناني، موضحًا أن بلورة الحل في لبنان تنطلق من كونه رسالة للسلام ولثقافة الحياة المشتركة وبلد التنوّع الحاضن لكل ابنائه، ما سيؤدي إلى انتصار الإنسان فيه وتعميم ثقافة لبنان على كل دول المشرق، مؤكّدًا أن نتائج حرب غزة سترسم ملامح المستقبل في كل دول المشرق.