محلية
الأربعاء ١٤ تشرين الأول ٢٠٢٠ - 16:25

المصدر: الوكالة الوطنية للاعلام

يوسف سلامه: لم نتفاجأ بموقف الثنائي الشيعي والقناع سقط عن قوى الممانعة

رأى الوزير السابق يوسف سلامه، في نداء اليوم، “ان اللبنانيين ربما يكونوا قد تفاجأوا بموقف الثنائي الشيعي واعتراضه بعد منتصف الليل على تشكيل الوفد اللبناني المفاوض على ترسيم الحدود البحرية الجنوبية مع اسرائيل، أما نحن فلم نتفاجأ، كون هذا الموقف يؤكد ما سبق وقلناه من أن هذا الفريق وغيره من رفاق الطريق يمارس الازدواجية في أدائه السياسي فيعلن غير ما يضمر ويضمر غير ما يعلن”.

وقال: “لنتذكر معا كيف أسقطتم أيها السادة اتفاق 17 أيار مع حلفاء لكم خدمة لمصلحة إسرائيل بعدما فشل اجتياحها العسكري في تقويض وحدة لبنان، سيما وأن الرئيس المنتخب بشير الجميل رفع فور انتخابه شعار التمسك بلبنان الــ10452 كلم مربعا وتفاهم مع الرئيس صائب سلام الذي حاوره باسم المسلمين المعارضين لرئاسته على بناء المستقبل معا”.

اضاف: “كان خيارنا آنذاك الوحدة والسلم الأهلي، فيما كان خيار الآخرين الفتنة والتفجير. يومها اغتيل بشير وانطلقت مرحلة تفتيت الدولة وزعزعة الاستقرار بأسلوب آخر: عمليات أمنية منفذة بأوامر خارجية ضد القوى المتعددة الجنسيات، خطف الطائرات المدنية والقيام بسلسلة عمليات عسكرية أدت إلى إضعاف الشرعية ما أوصلنا إلى زمن الحكومتين”.

وقال: “مرة جديدة، سقط المشروع مع إصرار العماد ميشال عون على توحيد البندقية وإخضاع المرافئ والمرافق لسلطة الدولة الشرعية، فوقعت معارك وحروب مع الخارج والداخل سقط على أثرها لبنان بأسره تحت الوصاية السورية برعاية أميركية. لفترة وجيزة، حاولت الدولة أن تستعيد سيطرتها على البلاد فجمعت سلاح الميليشيات المتورطة بالحرب الأهلية كلها، ما عدا سلاحكم الذي استعصى على الدولة بحجة التحرير”.

وتابع: “حصل التحرير سنة 2000 وبقي السلاح في يدكم من أجل النضال العسكري لتحرير مزارع شبعا التي رفضت حليفتكم سوريا ولا تزال تقديم الإثباتات الخطية القاطعة على لبنانيتها في موقف مشبوه وهي التي سلخت هذه البقعة العزيزة عن لبنان قبل حرب 1967، بعد سقوط حجة المزارع انخرطتم في مشروع آخر خارج الحدود خدمة لمشروع أكبر يعمل على تفجير منطقة المشرق العربي لأغراض توسعية استعمارية متجددة، فأديتم دوركم بامتياز في تسهيل هذا المخطط الذي يتناقض مع مصلحة لبنان العليا والذي جعل وطننا منبوذا في أرض العرب ومحروما من أي دولة صديقة في العالم قاطبة، بحيث غرق لبنان في زمنكم في الفقر والمجاعة والبطالة والتخلف ولم يبق لشبابه بل لشعبه كله ملاذا آخر غير سلوك درب الإغتراب والهجرة”.

واكد ان “القناع سقط عن كل قوى الممانعة في لبنان والمنطقة الذين أثبتوا أنهم وكلاء حصريون للمشروع الإسرائيلي في المنطقة”. وقال: “رجاء، كفاكم وكفانا، إرحموا شعبكم وارحموا لبنان، وعلى الأخص بيئتكم الحاضنة لكم والتي لم تبخل عليكم يوما بأغلى التضحيات، وها هي اليوم تشهد التضحية بها كما بسواها، كونها جزءا لا يتجزأ من الشعب اللبناني المنكوب الرازح تحت مضاعفات الكارثة الاجتماعية- الاقتصادية الكبرى، والمضلل بشعارات رنانة كاذبة”.

اضاف: “أوقفوا ألاعيبكم التي لم تعد تنطلي على أحد والتي لم تعد تجديكم نفعا، وتعالوا نتفاهم بصراحة وعقلانية وحكمة وبصيرة على مستقبل الدولة، ونرسم حدودنا السياسية والجغرافية مع الخارج كل الخارج، والحدود السياسية لكل مكون منا في الداخل، منعا لمثل هذه التجاوزات المولدة لتفجيرات متوالية، والتي تحرم أجيالنا المتعاقبة هناء العيش في وئام وسلام وبحبوحة”، مشددا على “ان حماية الكيان أمانة في أعناقنا وأعناق جميع الوطنيين المخلصين، وليست حكرا مزعوما على أحد”.

وختم: “في النهاية، اعلموا أننا لن ندعكم تجرون البلد الى انتحار جماعي بسبب تجبركم وتبعيتكم المميتة والمقيتة، فنحن كلنا أبناء الله، إله المحبة الذي افتدى ويفتدي البشرية جمعاء والذي يبث في نفوس الناس مشاعر السلام والرجاء، ولبناننا كان وسيبقى أرض قداسة وصمود وانفتاح، عاصية على كل أهل الزنى السياسي في هذا الزمن وأي زمان.

أيها السادة، لا تزال الفرصة متاحة لكي تخرجوا بيئتكم من عزلتها الوطنية وتخرجوا لبنان من عزلته العربية والدولية. إن حماية كياننا اللبناني الجامع ووحدة الوطن ومنعة الدولة واجب. رجاء، تمهلوا، تعقلوا، ولا تؤججوا نيران البركان”.