أمن وقضاء
الأربعاء ٦ كانون الأول ٢٠٢٣ - 20:27

المصدر: المدن

الأميركيون والفرنسيون: لمنع حريق إقليمي لن يتعافى منه لبنان

في زيارة تعزية، وبإطار استمرار التنسيق للوصول إلى تهدئة الوضع في الجنوب، التقت السفيرة الأميركية في بيروت دوروثي شيا بقائد الجيش جوزيف عون، على وقع استمرار الإتصالات الداخلية والديبلوماسية في سبيل التمديد له ولتجنب الفراغ في قيادة الجيش.
وفي إطار البحث أيضاَ عن تطبيق القرار 1701، اختتم رئيس المخابرات الفرنسية برنار إيمييه زيارة إلى لبنان، عقد فيها لقاءات مع غالبية المسؤولين بحث معهم فيها بكيفية إرساء الإستقرار في الجنوب، وطرح انسحاب القوات العسكرية لحزب الله “الرضوان” إلى شمال نهر الليطاني، مقابل النقاش في كيفية ترسيم الحدود البرية وانسحاب اسرائيل من النقاط المتنازع عليها.
ومن الواضح أن المساعي الدولية ستستمر على هذه الوتيرة للوصول إلى حل بعد انتهاء الحرب في غزة. إذ ان حزب الله أكد رفضه تعديل القرار 1701 وأن مواجهاته ضد الإحتلال ترتبط بالمعركة في قطاع غزة. وعندما تتوقف الحرب هناك، فهو سيعود إلى ما كان عليه قبل 7 تشرين الأول.

في السياق أشارت الخارجية الفرنسية إلى أنّ “باريس تشعر بقلق بالغ إزاء استمرار الاشتباكات على الحدود بين لبنان وإسرائيل”. وأعربت في بيان، عن أسفها “للضربة الإسرائيلية التي أودت بحياة أحد أفراد الجيش اللبناني”، وعن “خالص تعازيها لأحبائه”. وكرّرت الخارجية دعم فرنسا “للجيش اللبناني، الضامن لوحدة البلاد واستقرارها”. كما ذكّرت بتمسك باريس “بسيادة لبنان والتنفيذ الكامل من قبل جميع الأطراف المعنية للقرار 1701 الصادر عن مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة”. وختم البيان: “الأمر متروك لجميع الأطراف لممارسة أقصى قدر من ضبط النفس من أجل منع اندلاع حريق إقليمي لن يتعافى منه لبنان. وهذه الاشتباكات تتعلّق بأمن قوات اليونيفيل، التي يجب بالتأكيد الحفاظ على قدرتها على العمل وأمنها”.

شكوى إلى مجلس الأمن
من جهته أكّد وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال عبد الله بوحبيب، “أنني أوعزت الى بعثة لبنان لدى الامم المتحدة تقديم شكوى جديدة الى مجلس الامن الدولي ردًا على استهداف الجيش اللبناني وسقوط شهيد وجرحى عسكريين، وردًا أيضًا على رسائل المندوب الإسرائيلي في الامم المتحدة لمجلس الامن”. وقد تضمنت الشكوى، أنّ “إسرائيل قامت بالامس بإستهداف مركز للجيش اللبناني في منطقة العديسة مما أدى إلى استشهاد عسكري وإصابة ثلاثة آخرين بجروح نقلوا على إثرها إلى المستشفى للمعالجة”.
وجاء في الشكوى أيضا أنّ “لبنان يؤمن إيماناً عميقاً بأهمية الالتزام بالقانون الدولي واحترام القرارات الصادرة عن مجلس الأمن، فيما تمعن إسرائيل بانتهاك سيادة لبنان والاعتداء عليها براً وبحر وجواً ممتنعةً عن تنفيذ القرارات الدولية لا سيما القرار 425″، و”أما بالنسبة للقرار 1701 الصادر عن مجلس الامن الدولي عام 2006 فإن إسرائيل هي التي لم تلتزم بتنفيذ مضمونه كاملاً. ففي حين أن غاية القرار النهائية تتمثل بوقفِ دائمِ لإطلاق النار، والذي تتعمد إسرائيل تقويضه، إذ انها ما انفكت إسرائيل تخرق بنوده بالاعتداء شبه اليومي على سيادة لبنان براً وبحراً وجواً، وتكرّس احتلالها عبر قضمها لأراضٍ لبنانية”.

وذكر أنّ “الغارات الإسرائيلية أدت الى سقوط ضحايا وإصابة عدد كبير من المدنيين، والصحافيين، والمسعفين، والأطفال والى تهجير ما يزيد عن الثلاثين ألف مواطن لبناني من منازلهم، كذلك تسبب استخدام الجيش الإسرائيلي لقذائف الفوسفور الأبيض المحرّمة دولياً على المناطق المدنية بأضرار بيئية ومادية جسيمة، فضلاً عن قيام إسرائيل بتهديد سلامة الطيران المدني عبر استخدامها الأجواء اللبنانية بهدف الاعتداء على سيادة دولة مجاورة”.

وشدد بوحبيب في الشكوى على أنّ “لبنان يؤكد التزامه بالتنفيذ الكامل للقرار 1701، ويطالب بالتزام إسرائيل الكامل باحترامه، الأمر الذي لم يتوفر لتاريخه، كما يؤكد حرصه على خفض التصعيد وإعادة الهدوء على طول الخط الأزرق، ويدين استهداف مقرات وعناصر اليونيفيل”. وأشار إلى أنّ “تهديدات المسؤولين الإسرائيليين المتكررة بشن حرب استباقية على لبنان واعادته الى العصر الحجري بالإضافة الى خرق اسرائيل المستمر للقرار 1701 وللسيادة اللبنانية وامتناع إسرائيل منذ العام 1948 عن تنفيذ قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة، كلها عوامل تشكل استفزازات تؤجج الصراع وتقوض الجهود المبذولة لتحقيق الامن والاستقرار”.