محلية
الثلاثاء ٧ أيلول ٢٠٢١ - 08:37

المصدر: الجمهورية

الحكومة على بعد ساعات معدودة: إما ستطير أو ستعلن ولادتها!

استمع للخبر بالصوت


يُجمِع كل المعنيين بالتأليف على مسألة وحيدة، وهي أنّ الحسم في هذا الملف، لناحية اعلان ولادة الحكومة، قد بات وشيكا جدّا والمسألة باتت مسألة ساعات معدودة والحكومة صارت على باب الولادة.

لعلّها المرة الأولى منذ بدء الأزمة الحكومية الذي «يَطبش» فيها منسوب الايجابية بهذا القدر الذي يحيط ملف التأليف في هذه الفترة، واللافت انّ القريبين من رئيس الجمهورية والرئيس المكلف قد التقوا على تأكيد هذه المناخات، مع مبادرتهم الى تحديد مواقيت قريبة جداً لإعلان ولادة الحكومة. وخلال فترة لا تتجاوز الساعات الثماني والاربعين ساعة المقبلة. وبحسب هؤلاء المقربين فإن الرئيس المكلف قدم لرئيس الجمهورية تشكيلة مكتملة ونهائية، وثمة محاولات لحسم الخلاف حول بعض الأسماء والحقائب. أما بالنسبة الى الثلث المعطّل، فبحسب التشكيلة لم ينله اي من الاطراف، وعلى ما قال نواب عونيون ان الاتفاق تمّ على حكومة من 24 وزيراً: لرئيس الجمهورية 8 وزراء، واما الـ16 الآخرون فلسائر القوى السياسية.

واللافت للانتباه أن مَن تعمّد في الساعات الاخيرة ضخّ جرعة التفاؤل أوحى من خلالها ان ولادة حكومة نجيب ميقاتي صارت مسألة ساعات قليلة، وبُني التفاؤل على دخول اميركي – فرنسي على خط تسريع ولادة الحكومة، وَضعَ أسس الحكومة العتيدة على قاعدة ثلاث 8، تطمئن كل الاطراف، ويرى فيها كلّ طرف ضمانة له. إلا أنّ جرعة التفاؤل تلك، تبقى غير مكتملة تبعاً للتجارب التفاؤلية السابقة، التي افتقدت الى الجدية والصدقية وما كانت سوى مَلهاة وهروب الى الامام، علماً ان الملف الحكومي كان بالامس محل تداول بين رئيس مجلس النواب نبيه بري والرئيس المكلف نجيب ميقاتي، وخصوصا حول النقاط العالقة واهمها الثلث المعطل وإحجام التيار الوطني الحر عن منح الحكومة الثقة.

وبمعزل عن هذه الصورة المتأرجحة بين التفاؤل وعدمه، فإنّ الكلمة الفصل التي تحسم وجهة الملف الحكومي تبقى معلّقة على اللقاء الرابع عشر بين رئيس الجمهورية والرئيس المكلف، والذي يفترض أنّه صار وشيكا، وربما خلال ساعات، وأنّه سيضع النقاط النهائية على حروف التشكيل او التعطيل.

والمعلومات الاكيدة في هذا السياق انّ اللقاء الرابع عشر سيحدد وجهة التأليف بشكل عام، فإمّا يقود في اتجاه ولادة الحكومة، واما في اتجاه اعلان الفشل، وبالتالي اعتذار الرئيس المكلف. وهذا بات مؤكدا في الاوساط القريبة منه التي تؤكد أنّه ليس في وارد البقاء في مراوحة سلبية ودوران في حلقة مفرغة.

حتى ما قبل ساعات قليلة، كان مشهد التأليف ملفوحاً بجو إيجابي، على ما يؤكد معنيون بملف التأليف، الا انه رغم ذلك لا يمكن التأكيد ان ظروف ولادة الحكومة قد نضجت نهائيا، ذلك انّ الاتصالات حول هذا الملف ما زالت «تَعسّ» في مربّع الخلاف على بعض الأسماء والحقائب. وثمة محاولة جدية لحلحلة موضوع الثلث المعطّل الذي يصرّ عليه فريق رئيس الجمهورية، لكن لا شيء نهائياً حتى الآن. ويكشف هؤلاء المعنيون أنّ المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم أجرى دورة اتصالات جديدة ما بين القصر الجمهوري وبناية «البلاتينيوم». وقد تواكبت مع إعادة وضع مبادرة الرئيس نبيه بري كأساس لتأليف حكومة متوازنة لا ثلث معطلاً فيها لأي طرف. والمعلوم أن هذه المبادرة تحظى بغطاء دولي كامل.