المصدر: النهار
لبنان ينعزل والاختبار الاصعب
كشفت المصادر المعنية بالإجراءات الجارية منذ اعلان حال التعبئة في ظل انتشار فيروس كورونا ان القوى العسكرية والأمنية تواكب بقوة تنفيذ الخطة لمنع أي أنواع من التجمعات والحؤول دون خروقات خطيرة وجدية للقرارات المتعلقة بضرورة التزام المواطنين منازلهم. ولفتت المصادر المعنية الى ان ما يتبعه لبنان حاليا في مواجهة إعصار كورونا ينطبق تماما على توصيات وتوجيهات منظمة الصحة العالمية بما يعني ان التشدد المطلق في خطة الطوارئ او التعبئة لمدة أسبوعين هو المعيار المعتمد عالميا كمحاولة حاسمة لكسر سلاسل الانتشار البشري التي تعد الشريان الأخطر لانتشار الفيروس بسرعة ولذا ستكون الإجراءات متدحرجة ومتصاعدة خلال الأسبوعين الحالي والمقبل من اجل تحقيق هذا الهدف وعدم تفويت فرصة يمكن من خلالها فعلا بدء تراجع الإصابات تدريجا.
وفي هذا الإطار، يقول خبراء في القطاع الصحي وأطباء متخصصون بان لبنان يقف واقعيا امام الاختبار الأكبر والأخطر لإنقاذ نفسه من الانزلاق نحو المرحلة الثالثة من اتساع انتشار الفيروس والتي غالبا ما تحمل خطر ارتفاع الإصابات الى مستويات يصعب السيطرة عليها وينوء تحت أثقالها الجسم الطبي والاستشفائي بما يخشى معه من تكرار تجارب مريرة تجتازها حاليا دول متطورة وقادرة كإيطاليا، ومع ذلك تشهد ارتفاعا مخيفا في اعداد الإصابات والضحايا. حتى ان هؤلاء الخبراء والأطباء المتشددون في تأييد اقصى التشدد في تنفيذ إجراءات الطوارئ والتعبئة وما اليها من تسميات، يحذرون بشدة من انه ما لم يرتفع مستوى التزام المنازل وعدم مغادرتها بشكل كثيف جدا، فان الامر سيستتبع حتما حصول مأساة. ويقول هؤلاء انه ربما لا يزال من الاحتمالات الضاغطة ان تعلن حالة منع التجول دفعة واحدة لان في اعتقاد الخبراء ان منعا حديديا وقاسيا للتجول لفترة أسبوع فقط ستساهم بقوة في بدء الحد من الإصابات وبداية تلمس النتائج الإيجابية للاستجابة الجماعية الواسعة لخطط التعبئة ومكافحة انتشار الفيروس.