المصدر: المدن
وثيقة أمنية إسرائيلية تحذر من انتفاضة ثالثة.. في الضفة الغربية
حذرت أجهزة الأمن الإسرائيلية من اندلاع انتفاضة ثالثة في الضفة الغربية نتيجة “الوضع الاقتصادي المتدهور في السلطة الفلسطينية، والتي من شأنها أن تتحول من حلبة ثانوية إلى حلبة مركزية في الحرب”، وفقاً لما ذكرته وسائل إعلام إسرائيلية الخميس.
وفي “وثيقة تحذير” إلى المستوى السياسي، أشارت الأجهزة الأمنية إلى أن قسماً كبيراً من الفلسطينيين في الضفة يواجهون “واقعاً اقتصادياً صعباً بسبب عدم توفر مصادر دخل”.
واعتبرت الوثيقة أن أحد أسباب التدهور الاقتصادي في السلطة الفلسطينية هو رفض وزير المالية بتسلئيل سموتريتش، تحويل مستحقات المقاصة إلى السلطة الفلسطينية منذ شهرين، إلى جانب قرار الحكومة الإسرائيلية بوقف دخول العمال الفلسطينيين من الضفة للعمل في إسرائيل منذ بداية الحرب على غزة.
وهذا الوضع من شأنه بحسب الأجهزة الأمنية (الجيش الإسرائيلي والشاباك) أن “يدفع فلسطينيين كثيرين إلى الإرهاب، في الوقت الذي تضخ فيه جهات مثل إيران أموالاً طائلة إلى الضفة، وتجند من خلالها مخربين وتشجع الإرهاب”.
وفي هذا السياق، اعتبر مسؤول أمني لإذاعة الجيش الإسرائيلي الخميس أن “الشخص الذي يحتاج إلى العيش ويسعى للحصول على الخبز، ويقترح الإيرانيون عليه ألف شيكل مقابل تنفيذ عملية، لن يفكر مرتين”.
توصيات وحلول
وشملت الوثيقة توصيات ادعت أنها تهدف إلى تخفيف الأزمة الاقتصادية، منها تنفيذ خطوات مباشرة اتجاه الشعب الفلسطيني ولكن ليس من خلال السلطة الفلسطينية، وأشارت إلى أن ذلك يأتي “انطلاقاً من الإدراك أنه ليس بالإمكان تعزيز السلطة في أعقاب خطواتها ضد إسرائيل في الحلبة الدولية”.
واعتبرت أن أحد الحلول يقضي بفتح الحواجز العسكرية في نهايات الأسبوع للسماح بدخول المواطنين العرب في إسرائيل إلى المدن الفلسطينية لشراء بضائع، علماً أن المواطنين العرب لم يتوقفوا بشكل عام عن الدخول إلى الضفة الغربية.
وأوصت الوثيقة بتجربة “نماذج مختلفة لدخول عمال فلسطينيين إلى إسرائيل”، وأن يبدأ ذلك بدخول آلاف العمال “بشكل مراقب”، ونقلهم مباشرة من الضفة إلى ورشات البناء في إسرائيل وإعادتهم إلى الضفة، وأن يشمل ذلك تفتيشاً أمنياً للعمال، “وتوسيع هذا النموذج في حال نجاحه”.
ونقل موقع “واينت” الإلكتروني عن مسؤول أمني قوله إنه “من الناحية الأمنية، انهيار السلطة يمكن أن يؤدي إلى فوضى وتقويض الاستقرار الحالي. والوضع الأسوأ الذي يمكن أن نصل إليه هو أن تتوقف المستشفيات عن العمل ونضطر إلى إدخال فلسطينيين للعلاج في مستشفيات إسرائيلية”.
مداهمات بتأثير معاكس
وفي ما خص الضفة أيضاً، نشرت وكالة “أسوشيتد برس” تقريراً بعنوان “مداهمات إسرائيل تغذي الذي تسعى للقضاء عليه”، وقالت فيه إن “استمرار قتال الفلسطينيين في الضفة الغربية وتصاعده منذ بدء الحرب في غزة، يُظهر حدود القوة العسكرية الإسرائيلية في الوقت الذي يستمر فيه الصراع المستمر منذ عقود مع تضاؤل احتمال التوصل إلى تسوية سياسية”.
وأضاف التقرير: “الاجتياح الذي نفذ في نيسان/أبريل لمخيم نور شمس في الضفة الغربية أدى إلى اندلاع مواجهات بالأسلحة النارية لنحو 3 أيام مع مسلحين فلسطينيين”.
ويتابع: “يقول زعماء إسرائيل إن مدينة رفح جنوبي قطاع غزة هي المعقل الأخير لحركة حماس، ما يشير إلى اعتقادهم بأن الانتصار الذي ظل بعيد المنال منذ فترة طويلة في الحرب التي أشعلها هجوم المسلحين في 7 تشرين الأول/أكتوبر قد يكون في متناول اليد”.
هؤلاء الزعماء، يضيف التقرير، “يتعهدون بالحفاظ على سيطرة أمنية مفتوحة على غزة، ومنع إقامة دولة فلسطينية. ولكن في الضفة الغربية قوبل هذا النهج بموجات من الهجمات المسلحة على مدى سنوات”.
وأشار التقرير إلى أن “شوارع نور شمس المدمرة هي دليل على تمرد عنيد، وتقدم هذه الشوارع مثالاً حياً لما قد تكون عليه غزة بعد الحرب. ولطالما كانت هذه المخيمات الفقيرة المنتشرة في أنحاء الشرق الأوسط، معقلاً للمسلحين الفلسطينيين”.