خاص
play icon
الجمعة ٣ نيسان ٢٠٢٠ - 08:06

المصدر: صوت لبنان

ياسين لمانشيت المساء: نحذر البعض من محاولة استغلال ازمة “الكورونا” لتحسين صورته بعد ثورة 17 تشرين

حذر مدير معهد عصام فارس للسياسات العامة في الجامعة الأميركية الدكتور ناصر ياسين من الخروق التي يرتكبها اللبنانيون لقواعد السلامة العامة التي فرضتها التعبئة العامة في مواجهة فيروس “كورونا” ونبه الى النتائج الكارثية المتوقعة في حال لم يع اللبنانيون مخاطر الالتزام بما هو مطلوب للحفاظ على سلامتهم وسلامة محبيهم ومجتمعهم.

وقال الدكتور  ياسين في اثناء مشاركته في “مانشيت المساء” من صوت لبنان  ان اخطر ما نواجهه في هذه الفترة الصعبة هو التشابك الحاصل بين مختلف الازمات الاقتصادية والنقدية والوبائية والسياسية في لبنان. ففي عز الأزمة النقدية التي لم يعرف لبنان مثيلا لها من قبل والتوقف عن دفع مستحقات سندات “اليوروبوندز” نتيجة العجز المتمادي للدولة في الإيفاء بالتزاماتها الداخلية والدولية انتشر فيروس كورونا ليزيد الأمور تعقيدا وصعوبة.

وقال ان من ضرورات المواجهة يستدعي الاستمرار في حال الاستنفار القصوى على اكثر من مستوى ولا سيما التزام التباعد الإجتماعي والتنبه الى مخاطر انتشار الفيروس الذي غزا العالم في اسابيع قليلة وترك ما تركه من انعكاسات سلبية على حياة الناس والمجتمعات وقد عجزت دول كبرى عن مواجهة هذا العدو الشبح.

وقال ياسين ان سياسة احتواء الفيروس مهددة بفعل الخروج على القواعد التي على المواطنين الالتزام بها وان التجمعات الشعبية في بعض المناطق ومشاريع استعادة المغتربين ابتداء من الأحد المقبل تمنع احتمال تحديد ساعة الذروة للانتشار من اليوم معتبرا انه ربما شهد ايار موجة انحسار الوباء دون ضمان عودته في جولة ثانية في الخريف المقبل.

وتوقع ياسين ان تكون النتائج الاقتصادية والاجتماعية لموجة “الكورونا” كارثية ليس على لبنان فحسب انما على مستوى العالم ولفت الى ان لبنان سيكون الأكثر تضررا قياسا على فقدان قدرة الدولة المفلسة على المواجهة الاقتصادية والاجتماعية والمالية وهشاشة الوضع السياسي وسوء العلاقات القائمة بين لبنان ومجمل الدول العربية والغربية. كما بالنسبة الى تعدد الانعكاسات السلبية التي ستطال مختلف وجوه الحياة في لبنان والشلل الذي اصاب القطاعات التجارية والاقتصادية وزيادة نسبة العاطلين عن العمل وسوء ادارة القضايا الإجتماعية والنقدية في لبنان توصلا الى ازدياد حالات الجوع وما يمكن ان تخلفه من آثار اجتماعية شاملة على مستوى لبنان وربما تطورت الى الوضع الامني.

وحول قراءته لموقف رئيس الحكومة حسان دياب من ازمة التعيينات في المواقع المالية والمصرفية لفت الى ان دياب ارتضى منذ البداية الدخول في هذه اللعبة السياسية وكان عليه ان يصر على موقفه من تشكيل حكومة تكنوقراط لا يتحكم بها السياسيون الذي يسعون الى تعزيز مواقعهم في الدولة على حساب اكثرية اللبنانيين. لافتا الى ان البعض منهم يحاول الاستفادة من ازمة الكورونا لتحسين صورته التي شوهتها الثورة منذ انطلاقتها في 17 تشرين الأول الماضي ايا كان الثمن ولو على حساب كرامات اللبنانيين واوجاعهم.

وانتهى الى التاكيد بحاجة لبنان الى ادارة شفافة على كل المستويات السياسية والادارية والنقدية والتعاطي مع اللبنانيين بوضوح ليتفهموا حقوقهم وواجباتهم للنهوض في البلاد ايا كانت المصاعب. واكد على انه علينا ان نبني السياسات التي تنهي الاتكال على مساعدات وهبات الخارج لصعوبة ترميم علاقاتنا العربية والغربية نتيجة ما هو معتمد من توجهات وضعت لبنان في المحور الإيراني. وهو ما ابعدنا عن مصادر التمويل الخليجية والغربية المشروطة على الاقل بالعودة الى النإي بالنفس ووقف زج لبنان في المحاور التي تضع لبنان في عين العاصفة. فلبنان ليس قادرا على تحمل تبعات هذه السياسات بعد فقدانه لابسط القدرات لتحمل الأعباء المبنية على هذه السياسات الخاطئة. وعلى الجميع ان يفهم ان لا نهوض للبنان ما لم تمدنا الدول الخليجية والغربية المانحة بالاموال وفق شروط علينا تطبيقها قبل فوات الأوان.