الطوابير… أزمة تحولت الى عادة عند اللبنانيين
الطوابير… أزمة تحولت الى عادة عند اللبنانيين
“الطوابير”… عبارة لم تكن متداولة باستمرار في لبنان، ولكن في الفترة الأخيرة، باتت عادة شبه يومية في حياة اللبنانيين. على عكس عدد كبير من دول العالم، فالطابور هو من أساس يومياتهم، وما يميزه أنه وسيلة لتسهيل وتنظيم حياة المواطنين فيما الطوابير في لبنان قلبت حياة الناس رأساً على عقب.
من المصارف الى محطات المحروقات وصولاً الى محلات تعبئة المياه والأفران، يتنقل المواطن بسيارته أو سيراً على الأقدام وينتظر لساعات في الطوابير من أجل تأمين أبسط حقوقه التي كان يفترض على الدولة أن تؤمنها. لذلك سمّيت بطوابير “الذل”.
نمط حياة الناس تغيّر، فالأزمات المتتالية التي أجبرتهم على الوقوف في الطوابير كانت صادمة بالنسبة إليهم، ولكنهم مع الوقت تعودوا عليها. حتى أنهم باتوا عند سماع أي خبر، مهما كانت صحته، يسارعون للوقوف في الطوابير.
المعالجة النفسية مارتين زغبي أبو زيد أشارت عبر صوت لبنان، الى أن قدرة الشخص على تحمل الفترات الصعبة وعيش حياته بشكل طبيعي، يفسّرها علم النفس بكلمة وهي “المرونة”
المرونة ليست وراثة وفي لبنان نكتسبها من جيل الى جيل، حسب ما أكدته المعالجة النفسية مارتين زغبي أبو زيد
الناس لا تطلب المستحيل، تتمنى حياة كريمة بأبسط الحقوق.
ولكن تحقيق الأمنيات ليس كما في الأفلام بحاجة الى عصا سحري بل الى موقف جماعي يُتّخذ من الشعب ضد من أوصلهم الى ما هم عليه.
*هذا الموضوع تم إنتاجه بدعم من برنامج “النساء في الأخبار” التابع للمنظمة العالمية للصحف وناشري الأنباء “وان-ايفرا”