play icon pause icon

لا عون دون الصوت الشيعي

الخميس ٩ كانون الثاني ٢٠٢٥ - 08:16

لا عون دون الصوت الشيعي

ما ستسجله ولا تسجله جلسة الخميس هو التالي:
اولاً لن تكون جلسة الانتخاب جلسة لتعديل الدستور للممانعة الدستورية بين الانعقاد التشريعي في العقدين العاديين، والانعقاد الانتخابي الحكمي دون مناقشة أو أي عمل آخر، كما تقول حرفية نص المادة ٧٥/دستور.
ثانياً لن تكون جلسة الانتخاب جلسة لتفسير الدستور لأن لا اجتهاد في معرض النص، وبالتالي لا يمكن تعليق عمل المادة ٤٩ من الدستور بإعمال المادة ٧٤ منه، وهذه لا تسقط المحظورات المنصوص عليها كشروط جوهرية لانتخاب رئيس الجمهورية.
اذاً ماذا يمكن أن يكون في جلسة الخميس؟
أولاً يمكن أن يلتحق الثنائي وينتخب جوزف عون وتنتهي المشكلة حكماً رغم وجود مخالفة دستورية التي ستبقى نظرية طالما يتعذر ايجاد ٤٣ نائباً للطعن بالانتخاب أمام المجلس الدستوري، على طريقة ما دام القاضي راضي.
ثانياً المشكلة التي سيشتريها الثنائي لنفسه أنه اذا لم يلتحق بمسار انتخاب جوزف عون، سيجد نفسه شبه عارٍ لأنه سيتراجع حجمه من ٥١ صوتاً، آخر سكور لمرشح الثنائي سليمان فرنجيه، الى دون ذلك، وهذه ليست من مصلحة الثنائي وحلفائه الذين يتحولون الى قوة مخالفة قادرة على التعطيل فقط، خاصة بعدما فقد الثنائي مرشحه سليمان فرنجية الذي أعلن الانسحاب وتأييد عون، وأيضاً بعدما فقد التيار مرشحه زياد بارود الذي آثر الانسحاب لمصلحة التوافق على قائد الجيش، وخاصة بعدما أعلنت قطر السير مع السعودية في تأييد عون، ما يعني التخلي عن ورقة الياس البيسري، وبالتالي تصبح الساحة أمام مرشح وحيد خصمه الورقة البيضاء.
ثالثاً رفع الجلسة بعد الدورة الأولى أو الجلسات المتتالية لتعذر حصول عون على أكثرية الثلثين دون أمل حزب الله والتيار، ودعوة الرئيس بري رؤساء الكتل الى حوار سبق ورفضوه، فيكون رئيس المجلس بالتالي قد ضرب عصفورين بحجر واحد: أعاد الاعتبار الى مرجعيته بتلبية الحوار ولو على الواقف بعد الدورة الأولى، وإعادة العمل بممره الاجباري لانتخاب الرئيس.
رابعاً اذا اختار الثنائي كسر العظم، سيقترع مع حلفائه بورقة بيضاء أو لاسم يوازي حيادياً وعسكرياً اسم جوزف عون، وبهذه الطريقة ينجح في ربط نزاع سياسي دون أن يصل به الأمر الى اللجوء الى تهريب النصاب، وبالتالي يكون قد راعى مطلب القوى الدولية ديمقراطياً، لكن أفهمها بذات الوقت بأن مرشحها غير قادر على النجاح رغم كل العصا والجزرة، كما يكون قد ساير رئيس التيار جبران باسيل، وحفظ علاقاته الودية معه الضرورية كغطاء مسيحي لوقت الحشرة. على هذا الأساس ذهب بري باكراً الى النوم ليلة أمس.
في المحصلة لا جوزف عون دون الصوت الشيعي ممثلاً بالثنائي أو أحدهما على الأقل.

`