play icon pause icon

الانتخابات البلدية والاختيارية: ركيزة الديمقراطية المحلية وأداة التنمية المستدامة

الجمعة ٢ أيار ٢٠٢٥ - 14:45

الانتخابات البلدية والاختيارية: ركيزة الديمقراطية المحلية وأداة التنمية المستدامة

مع اقتراب موعد الانتخابات البلدية والاختيارية، بدأت الصورة السياسية تتبلور في مختلف المناطق، حيث تحرّكت الأحزاب والقوى السياسية، إلى جانب الأفراد والمجموعات الناشطة، لتشكيل لوائح وخوض المعركة الانتخابية. هذا الحراك يأتي في ظل تبدّل كبير في المشهد السياسي اللبناني، حيث تفككت تحالفات تقليدية نشأت خلال السنوات الماضية، وظهرت أخرى جديدة، ما أعاد خلط الأوراق على المستويين المحلي والوطني.

المتن الجنوبي ليس بمنأى عن هذه التحولات، بل يُعتبر من المناطق الأكثر تأثرًا بها. فقد شهد القضاء في الانتخابات النيابية الماضية منافسة محتدمة، وبرزت فيه شخصيات سياسية جديدة رغم عدم فوزها، ما ساهم في تغيير التوازنات وإعادة رسم المشهد المحلي.

في هذا السياق، أعلن محافظ جبل لبنان القاضي محمد مكاوي أن 36 بلدية من أصل 330 حُسمت بالتزكية، معظمها في بلدات صغيرة، فيما تبقى المعارك الفعلية محتدمة في بلدات كبرى كفرن الشباك والحدت وغيرها من مناطق المتن الجنوبي.

في فرن الشباك، وهي من أبرز البلديات في المنطقة،يستعد رزق الله سمعان لخوض المعركة خلفًا لوالده ريمون سمعان، الذي يتولّى رئاسة البلدية منذ عام 1998. ويُعتبر رزق الله الاسم الأبرز في هذا الاستحقاق، حيث تولّى فعليًا إدارة شؤون البلدية خلال السنوات الأخيرة، ما يجعله في موقع القوة. في المقابل، يبرز جهاد الشدياق كمرشح منافس،يطرح نفسه كخيار بديل عن الإدارة الحالية، في ظل دعوات للتجديد وتطوير الأداء البلدي.

أما في الحدت، فتأخذ المعركة طابعًا مختلفًا هذا العام، فاللافت في هذه الدورة هو تزايد رغبة المواطنين بالتغيير، نتيجة تراكم الأزمات التي أصابت العمل البلدي،من سوء إدارة وتراجع في الخدمات الأساسية، إلى غياب الشفافية وعدم تفعيل الصلاحيات. هذه الرغبة بالتجديد، إن ترجمت نفسها في صناديق الاقتراع، قد تؤدي إلى تغيير ملموس في طبيعة المجالس البلدية وتركيبتها، بما يعكس تحوّلاً حقيقيًا في المزاج الشعبي.

وتُعدّ الانتخابات المقبلة في المتن الجنوبي اختبارًا حقيقيًا لكل من السلطة والمعارضة، حيث ستكون بمثابة مؤشّر إلى اتجاهات الرأي العام وقدرته على التأثير في القرار المحلي. ومع بقاء أيام قليلة فقط على موعد الاقتراع المقرر يوم الأحد في 4 أيار، تتسارع الاستعدادات وتتزايد حدّة المنافسة، في مشهد يعكس حجم الرهانات المعلّقة على هذا الاستحقاق.

`