play icon pause icon

بين العالمين الافتراضي والحقيقي “تيك توك” يحتل مشهدية الجرائم الالكترونية، فعلى من تقع المسؤولية؟

الخميس ٢ أيار ٢٠٢٤ - 18:48

بين العالمين الافتراضي والحقيقي “تيك توك” يحتل مشهدية الجرائم الالكترونية، فعلى من تقع المسؤولية؟

عندما تمَّ انشاءُ تطبيقِ تيكتوك كان الهدف منه صناعة المحتوى المصور الذي يصب في التواصل والترفيه والتسلية والتوعية والتعليم، الا ان استخدامَه عند البعض يندرجُ في خانة الجرائم الالكترونية من التنمر والاستدراج والابتزاز والتحرشِ والاغتصاب. هذا ما تبين أخيراً بعد توقيفِ القوى الأمنية لعصابةٍ مؤلفة من ستة وعشرين شخصاً تقوم باستدراج الأطفال والقُصّر بهدف اغتصابِهم وإجبارِهم على تعاطي المخدرات.

الخبير في أمن المعلومات رولاند ابي نجم تحدث في هذا السياق عبر صوت لبنان معتبراً أن التيكتوك يتضمن البث المباشر الذي يفتقد للرقابة والخصوصية بالاضافة إلى أن البعض يلجأ إليه بمحتوى مبتذل من أجل كسب المشاهدات والأموال باعتباره مصدر رزق.

ويضيف أبي نجم أن الأولاد يخترقون قواعد حماية الأهل التي يضعونها على التطبيقات الرقمية من خلال هواتف أصدقائهم فيتعرضون للإبتزاز ولا يصارحون أهلهم لأنهم يخافون من ردة فعلهم، من هنا يجب على الأهل تفعيل مبدأ الصراحة مع الأولاد والعمل على التواصل الايجابي الذي يريح الطرفين ويحد من ارتكاب الجرائم الالكترونية.

إذا هذا المشهدُ خلقَ حالةً من الخوفِ والرعبِ لدى الأهل الذين شعروا بأن اطفالَهم باتوا مشروعَ ضحيةٍ للجرائم الالكترونية على اشكالِها وانواعِها، الدكتور في علم النفس الاجتماعي.

جان كلود حصري تناول البعد النفسي الاجتماعي لهذا الموضوع معتبراً أن ما ارتكبته هذه العصابة وما حصل مع الأطفال جريمة مجتمعية الجميع يتحمل مسؤوليتها، فصحيح أن وسائل التواصل الاجتماعي افتراضية وليست حقيقية لكن الذين يرتكبون الجرائم الالكترونية يمارسون حياتهم بشكل طبيعي.

وهناك أشخاص منظمة تستفيد من وجود وسائل التواصل الاجتماعي لارتكاب جرائمها، ويمكن الإشارة الى غياب مفهوم السلطة التي تضع القوانين والمبادئ. ويضيف الحصري أن الأهل لديهم في الأساس ثورة على القيم التي فرضها المجتمع عليهم كالتسلط وعدم الانفتاح وقلة الوعي.

الحصري دعا المجتمع إلى التكاتف لا سيما السلطة المجتمعية التي تشمل الأهل والمدرسة والقوى الأمنية من اجل ردع هذه الجرائم ولتعزيز الوعي المجتمعي.

التيكتوك لا يشكلُ خطراً على حياة المستخدمين بشكل عام، انما الخطرُ يتمثلُ بنوعية المستخدم الذي يرى أن الساحةَ مفتوحةٌ امام غياب الرقابة والمحاسبة فتفحَ شهيتُه امام ارتكابِ الجرائم لاسيما الالكترونية منها.

`