خاص
الجمعة ٢٦ كانون الثاني ٢٠١٨ - 07:31

المصدر: صوت لبنان

الصايغ: الكتائب في موقع من يحاسب السلطة

أكد نائب رئيس حزب الكتائب الوزير السابق الدكتور سليم الصايغ ألّا دولة ولا سيادة من دون شعب، جازمًا بأننا نستمد شرعيتنا من الشعب ورهاننا عليه دائمًا.

الصايغ وفي حديث لبرنامج “حوار أونلاين” عبر صوت لبنان قال: “نحن في نظام ديمقراطي ونحتكم لرأي الناس، فلسنا في أنظمة الحزب الواحد والفكر الواحد والسلطة الواحدة ولا شيء غيرها والتي يسعى إليها البعض، وأضاف: نحن في نظام ديمقراطي وهناك اعتراف بالرأي والرأي الاخر والناس تعبّر فلا يجوز أن يسيطر اللون الواحد، مشيرا الى أن الشعب عبّر في الـ 2005 واحترمنا رأيه، وكذلك عبّر عن رأيه في الـ 2009 ومن الأكيد انه سيعبّر عن رأيه في الـ2018 وسيكون محقا”.

الصايغ الذي شدد على أننا منسجمون مع انفسنا، لفت الى اننا لم نحاول يوما ان نخون ثوابتنا ومبادئنا، وأضاف: لقد اعتبرنا عام 2005 ان هناك عملية انقاذ للبنان واعادة ترميم بعد انجاز التحرير من المحتل السوري المحتل ولطالما دعونا الى الجمع ولم ندع يوما الى التفرقة ولطالما نادينا بوجوب انتخاب رئيس للجمهورية لكونه ضابط الايقاع العام في البلد، لكن في حكومة الرئيس تمام سلام صار المعيار “مرقلي تمرقلك”، لافتا الى ان الرئيس تمام سلام ابن صائب بك سلام لم يعتقد يوما ان الحكم سيكون فاسدا كالمشهد الذي رآه في حكومته، وأردف: عندما رأينا ككتائب اننا وصلنا الى مكان سنخون فيه أنفسنا، قلنا انه يجب علينا الخروج من منظومة الفساد لتحضير البدائل ومنذ ذلك اليوم نعمل لايجاد البديل”.

واكد الصايغ أننا حزب الكتائب في موقع من يحاسب الاخرين الجالسين في السلطة، ونحن مرتاحون مع خيارتنا لأننا نضع النقاط على الحروف ونحن من نضع الخطاب السياسي والأجندة السياسية في البلد، سائلا: من أخذ حيزا أكبر في الاعلام هل هي زيارة الرئيس عون الكويت أم موضوع النفايات؟

وعن مواقف وزير البيئة رأى فيها ردة فعل تبريرية، ملاحظا أن السلطة وأجهزتها مربكون لأنهم اعتقدوا انهم يضعون الوتيرة والخطاب والنمط الذي يخاض فيه الاستحقاق النيابي والانتخابي، معتبرا انه من المفروض ان يحققوا انجازا أكبر من انجازات دافوس كخطاب التعمية على سلاح حزب الله.

وقال: “ما يهمني أنه لمرة واحدة تنزل الهيئة العليا للاغاثة وتنظف الشاطئ من النفايات، مشددا على ان الناس تريد انجازا، وأضاف: ان كانت الهمروجة أعطت تنظيف الشاطئ، فمعنى ذلك أننا نحن من نجرّهم الى ردة الفعل والى الفعل، وتابع: “نحن نشعر بأننا أقوى من اي حزب موجود في السلطة لأننا نحن من نضع الخطاب السياسي”.

ورأى أن كثرا ممن هم في الحكومة يتمنون لو كانوا بدلا منا، مشيرا الى ان الرئيس سعد الحريري كان يتمنى ان يكون في موقع اخر غير الذي هو فيه، مضيفا: عشية ذكرى 14 شباط 2005 وكل النضال الذي ادى الى التغييرات في لبنان كثر ممن يعودون الى ضمائرهم يقولون ليتنا نقوم بأكبر من الذي نقوم به، مشددا على ان  قوة الكتائب أنها تصوّب البوصلة وتحكي باسم الضمير.

ورفض ردا على سؤال ما يحكى عن أن وزراء الكتائب في حكومة تمام سلام وافقوا على خطة النفايات، مذكرا بأن وزير الاقتصاد الان حكيم وقف يومها الى جانب امين عام مجلس الوزراء سهيل بوجي وطلب تسجيل تحفظ الكتائب على الجزء الثاني من الخطة وهي قضية المكبات.

وشرح الصايغ: قلنا ان الخطة لها شقان: رفع النفايات واقتراح موضوع المطامر الصحية وغيرها وقلنا اننا في الجزء الاول موافقون ولدينا تحفظ على الجزء الثاني، فقالوا ان الملف سيحال الى مجلس الانماء والاعمار ويعود مفصلا الى الحكومة وعندما عادت اعترضنا بشكل كامل وشامل، وتابع: يومها زرتُ ورئيس الكتائب النائب سامي الجميّل رئيس التيار الوطني الحر الجنرال ميشال عون وعرض الشيخ سامي الخرائط وسأله كيف يوافق تياره في الحكومة على هذا الملف، فقال اننا غير موافقين، وأمسك عون الهاتف واتصل بالوزير الياس بو صعب وخرجنا من انطباع ان القضية انتهت، ولكن بعد ساعات هاجمنا التيار الوطني الحر ببيان واتهمنا باننا شعبيون.

وذكّر بأننا علّقنا وجودنا في الحكومة ومن ثم اعلنا خروجنا منها، بعدما لم نتمكن من توقيف خطة النفايات، وقال: “أستغرب أننا بتنا في موقع المتهَم بدلا من ان نكون بوقع المُتّهِمين”، لافتا الى اننا نعارض النهج القائم والذي يجب ان يسقطه الشعب عبر التصويت في الانتخابات النيابية.

وعن اصرار السلطة على خططها واتهام الكتائب بالشعبوية قال: “لست معنيا بتشريح كل موقف، فلديهم حساباتهم المالية وسوء الادارة التي رأيناها في قضية البواخر كما رأيناها في ملف التوتر العالي وتجميد بعض القضايا التي تفيدهم انتخابيا، مضيفا: لست معنيا بتبرير حفلة التكاذب والاستخفاف بعقول الناس.

واستغرب كيف يقيمون مؤتمرات عن الطاقة الاغترابية بدلا من العمل على البنى التحتية ومعالجة أزمة النفايات.

وردا على أسئلة المستمعين اكد الصايغ انه سيكون لدينا مرشح كتائبي في طرابلس ولكن هناك آلية متدرجة في الحزب تفرز الأسماء، موجها تحية للقيادات الطرابلسية العريقة ولاسيما اللواء أشرف ريفي الذي تربطنا به علاقة سياسية قوية.

وعما اذا كانت ماكينزي هي الحل قال الصايغ: أتوا بها لتقديم الحلول ولكن ليأخذوا ما يناسبهم، مشددا على ألّا ثقة بهذه الحكومة وبتدبير وزير الاقتصاد فهو بيّن انه غير منتج في عمله.

وقال الصايغ: اعرف من وضع الورقة الاقتصادية للتيار الوطني الحر، مشيدا بما قامت به أحزابنا وقوانا الفكرية المجندة لتقديم الحلول الاقتصادية، لكنه شكّك في أن يكون وزير الاقتصاد قد قرأ هذه الورقة.

 اما بالنسبة لتحرير صرف الليرة فأشار الدكتور الصايغ الى أن في لبنان هناك فصلا تاما بين السياسة النقدية والاقتصادية، فمصرف لبنان وجمعية المصارف هي التي تقول وليس الحكومة ووزير الاقتصاد، وحمدا لله أن مصرف لبنان وجمعية المصارف ثابتون بسياساتهم برغم انه لو كنا بوضع مختلف لكان لا بد من ترابط أكثر بين الاقتصاد والنقد.

وردا على سؤال قال الصايغ: في بيانات المكتب السياسي نضيء على المشكلة وهي نهج الحكم والذهنية التي تفرز سوء إدارة للنفايات والتوتر العالي والكهرباء فهناك تخبط و”مرقلي تـ مرقلك” وذهنية الحزب الاحادي الحاكم بألوان مختلفة، معتبرا أن المرجعية هي حارة حريك وتنسحب عنها مرجعيات والوان اخرى وتؤشر الى الذهنية الموجودة، وأضاف: الفساد يحمي السلاح والسلاح يحمي الفساد والمنظومة لا بد من تفكيكها بالانتخابات، لأن هناك طغمة لا يمكن تدليلها ومسيارتها، وتابع: الرهان على التغيير في 6 ايار وسنكون نبض التغيير.

ورأى أن بعض من في السلطة يتصرفون وكأنهم صاروا “امبراطور” وعلينا إلقاء التحية عليهم، مضيفا: هناك ذهنية عثمانية تحكم البلد ولا يمكن ان نقبل بها، داعيا الى ثورة ثقافية وقال: أنا سعيد بالنقاشات الحاصلة عبر رفض هيمنة الفساد والسلاح.

وشدد على اننا في حزب الكتائب لا نسعى لحصد عدد أكبر من النواب، بل نريد ان نضع الخطاب السياسي البديل للبلد والذي بدأنا بكتابته، لافتا الى أن الناس هم الذين يضعون الخطاب السياسي وهم المفردات التي نستعملها في خطابنا.

وأشار الى حدث مركزي كتائبي في 4 شباط يتمثل باطلاق الماكينة الانتخابية الكتائبية.

وردا على سؤال اعتبر أننا نواجه منظومة وإعلامًا حربيًا محليًا، مستغربا كيف تسمح وزارة العدل بإعلام حربي.

وقال نائب رئيس الكتائب اننا نواجه ماكينات ضخمة ولو لم يكن عملنا السياسي عملا رسوليا لكنا استسلمنا وتم تدجيننا وتطبيعنا.

وعن حليف الكتائب في الانتخابات قال: حليفنا هم الناس الذين عليهم ان يقتنعوا انهم ليسوا أكياس بطاطا، لافتا الى ان المعادلة تغيّرت والشعب بات واعيا، فكل مراكز الدراسات تشير الى ان التمثيل الحزبي المعلّب لن يمثل اكثر من 40% اي هناك 60% هم حصتنا وصوت الضمير والذين سنتحالف معهم.

وعن العلاقة مع القوات اللبنانية قال: “العلاقة مع القوات ليست ظرفية وانتهازية، فإما ان تكون مبنية على اسس واضحة واستراتيجية أو لا تكون”.

أضاف: الخطاب السياسي للقوات في ما يتعلق بالسيادة قريب من خطاب الكتائب، ولكن هناك التموضع الاخر وبالنتيجة علينا ان نعرف هل المطلوب فقط انتخابات بالقطعة لربح كم مقعد أم انه لا بد من خلق دينامية؟ مضيفا: علينا التحلي بالهدوء فلا نريد ثنائيات همايونية نبترأ منها عند أول استحقاق.

وقال السؤال الأهم هو : هل نحن جديون ونريد التحضير لدينامية تغيير وطرح البدائل أم لا؟ وكل الباقي تكتيك.

وعن العلاقة مع المستقبل قال: “هناك تواصل ولكن على المستوى السياسي لا حديث”.

واعتبر ان للقوى المستقلة وزنها وثقلها، مشيرا الى اننا نتواصل مع كثيرين من قوى المجتمع المدني.

وعن التواصل مع الوزير السابق أشرف ريفي قال: قريب منا ولم نصل الى اقفال اي ملف والملف مع ريفي مفتوح.

وشدد الصايغ على أننا رأس حربة في المعارضة ونقوم بعملنا ولم نحد عن مبادئنا وثوابتنا ورهاننا ليس على المصالح الخارجية بل على قواتنا الذاتية وقوة الشعب اللبناني.

وعن الاتصالات مع الجانب السعودي قال: هناك اتصالات مع مختلف العواصم.

وأضاف: هناك حركة مهمة لرئيس الحزب في الداخل والخارج، فنحن نطالب بتحييد لبنان ونريد ان تحمي المظلة الدولية حياد لبنان لأن استمرار الامور على ما هو عليه يشكل خطرا كبيرا على الاستقرار والسلام.

واكد ردا على سؤال ألّا أسرار نُخفيها فما نقوله هو خلاصة الموقف الخاص بنا، متوجها الى محاوره بالقول: إذا ما التقيتني في أسبوع 7 ايار ستكون إجاباتي هي نفسها.

 وعن الخوف على الانتخابات قال: نحن متعلقون بالرزنامة الانتخابية والبعض يقوم بالحسابات طيلة النهار ولديه مصلحة بتاجيل الانتخابات، أما نحن فقلقون على الوضع في لبنان لكننا مطمئنون لقواعدنا كحزب.

وتوجه الصايغ الى الناس بالقول: ” ثقوا بنا، فالكتائب حزب نظيف وما نقوله كلام صادق، فنحن حزب الاوادم ونريد ان نكون حزب الناس المؤمنين بان البلد بلدهم ونريد لأبنائهم البقاء فيه، فالمعركة ليست تجميع أصوات بل معركة هوية وتحديد مسار، خاتما: التحدي الأكبر يتمثل بكيفية إقناع أبنائنا بالبقاء في وطنهم والأهم ما نقوم به لبقائهم وتجذرهم فيه”.