مجتمع
الجمعة ١١ أيلول ٢٠٢٠ - 18:23

المصدر: صوت لبنان

العنف الأسري في الكورونا، كيف تغيّر في الحجر المنزلي، وبعده؟

تحدث العالم بأسره وبشكل كاف  وواف عن أثار فيروس كورونا الصحية، وعن أثاره الإقتصادية وعن اثاره السياسية والإجتماعية، ويمضي العالم اليوم مع انتهاء مرحلة الحجر المنزلي لإيجاد طرق للتعايش مع هذا الفيروس ومعالجة كل اثاره السلبية ولكن…وكي لا ننسى، من يضمد جراح النساء المعنفات اللواتي دقن الأمرين خلال فترة الحجر المنزلي؟
الحجر المنزلي سمح للجلاد بالإنفراد بضحيته لوقت طويل من دون أن يكون للمرأة المعنفة فرصة للجوء إلى مراكز الحماية التي أقفلت أبوابها أو إلى أي بيت محب كان على استعداد لإيواء الضحية، مما زاد من نسبة العنف المنزلي بشكل كبير ومقلق.
والان مع انتهاء الحجر وبالإرقام ما هو عدد الإتصالات التي تلقتها منظمة كفى وهل الوضع عاد ليتحسن تدريجياً؟
سيلين الكيك، منسقة مركز الدعم في منظمة كفى لفتت إلى أن عدد الإتصالات التي وردت على خط الطوارئ المخصص للمنظمة تضاعف، ففي اذار ورد 295 اتصال وقفز العدد إلى 526 اتصال في نيسان وبلغ الذروة في حزيران حيث وصل إلى 1371 اتصال. في تموز تراجع العدد بعض شيء ولكن ليس بطريقة كافية حيث بلغ 231 اتصالاً.
وعن الطريقة التي اعتمدها المنظمة لإيواء النساء شرحت سيلين:
“للأسف، كان هناك صعوبة للنساء اللواتي تعرضن للعنف أو طردن من المنزل الزوجي للجوء إلى مراكز الحماية بسبب اخذ تدابير الوقاية. لذا عملت منظمة كفى على مشروع اطلقت عليه اسم”الحجر الصحي” حيث وضعت النساء في أماكن مخصصة للحجر لمدة 14 يوماً وخضعن هناك لفحص ال PCR وبعد التأكد بعدم إصابتهن بالفيروس نقلن إلى مراكز الحماية. ولا تزال هذه الطريقة متبعة حتى اليوم.”

لكل امراءة خاضت تجربة مماثلة، المعالجة النفسية رنا حدا وجهت نصائح مناسبة قائلةً إنه من المهم أن تعبر المرأة عن ما عانته في هذه الفترة وكل ما عبرت عن نفسها أكثر كل ما شعرت أنها أقوى وتخطت معاناتها بطريقة أسرع. ولفتت إلى أنه من المحبذ أن تنخرط النساء المعنفات في جمعيات والإختلاط مع نساء مررن بتجربة مماثلة مشددةً على المحاسبة للتخلص من هذه المرحلة.

إذا، مع فيروس كورونا أو من دونه العنف أياً كان شكله أو سببه هو مرفوض ومعالجة تداعيتاته واجب على المجتمع المدني والدولة في ان معاً.