خاص
play icon
الجمعة ١٤ آب ٢٠٢٠ - 08:10

المصدر: صوت لبنان

سكاف لمانشيت المساء: ما جرى نتيجة تحالف الاهمال والفساد المقونن وفقدان سلطة الدولة، ودافع الى حياد لبنان

راى الخبير الاقتصادي الدكتور مازن سكاف ان ما حصل في مرفأ بيروت في الرابع من آب الجاري وما قاد اليه من “نكبة وطنية” نتيجة حتمية للتحالف القائم بين الاهمال والفساد المنظم والمقونن وفي ظل فقدان سلطة الدولة على مساحات من اراضيها ومؤسساتها التي تحولت جزرا لاطراف مختلفة بامتداداتها الخارجية.

وشدد الدكتور سكاف في خلال مشاركته في حلقة “مانشيت المساء” على اهمية ان تنتهي التحقيقات الجارية على اكثر من صعيد لتحديد الخطوات اللاحقة. لافتا الى ان هناك الكثير من الاجرءآت التي لا يمكن القيام بها قبل الانتهاء من هذه المرحلة. ودعا الى اهمية تأمين الظروف التي توفر الانتقال الى التحقيق الدولي الذي لا ينتقص من السيادة اللبنانية. ونوه بطلب لبنان دعما دوليا اميركيا وفرنسيا وبريطانيا لتقديم العون للسلطات اللبنانية المعنية على مختلف الصعد. وقال ان السوابق كثيرة فالعديد من الجرائم التي بقيت في عهدة السلطات اللبنانية لم تصل التحقيقات بشأنها الى اي نتيجة. وسأل هل توصلنا الى معرفة من اغتال الرئيس الشهيد رينه معوض وغيره من الشهداء؟ وهل توصلنا الى تحديد من خطط وحرض ونفذ؟

وقال الدكتور سكاف ان سقوط العديد من الضحايا الاجانب المقيمين في لبنان يعطي دولهم الحق بالمشاركة في التحقيقات الجارية بغية الوصول الى كشف حقيقة ما حصل. وللبت نهائيا بالكثير من السيناريوهات التي ما زالت مطروحة وللتثبت مما حصل والتاكد من وجود اسلحة وذخائر وصواريخ مفككة ادى انفجارها الى تفجير مخزون العنبر من “نيترات الامونيوم” فكل الروايات والفرضيات ما زالت مطروحة على طاولة التحقيق الى ان تظهر الحقيقة.

واشار سكاف الى ان الامور تتغير ان ثبت انها عملية ارهابية او انها عملية مدبرة او انها وقعت بالصدفة ونتيجة اهمال او خطأ قد ارتكب. وفي كل الحالات لا يمكن القول الا انها جريمة بحق الانسانية وان من تمكن من حفظ هذه المواد المتفجرة والخطيرة طيلة هذه السنوات لا شك انه رجل او طرف قوي وهو كان سببا في حجم الكارثة التي وقعت. فما نتج عن الانفجار لم يقم او يتسبب به اي عدو مهما كان حاقدا على لبنان واللبنانيين.

وعن حجم الاضرار والخسائر التي تسبب بها الانفجار قال انه من المبكر تقديرالاضرار. فما خلا حجم الخسائر بالمئآت من ارواح المواطنين وآلاف الجرحى لم يجر اي احصاء بعد. وقال انه من المهم ان نتناول في تقديراتنا الأضرار غير المرئية وما تسببت به  الكارثة  على مستوى التدمير الذي لحق بمنشآت حيوية في المرفأ  والحركة الاقتصادية التي تراجعت او جمدت وحجم البطالة الناجمة عن تدمير واقفال  عشرات المؤسسات.

وقال ان الظروف التي رافقت الكارثة زادت من حجمها، فما يعانيه لبنان من ازمة اقتصادية ونقدية زاد الطين بلة. مجددا التأكيد على اهمية اجراء مقاربة سريعة لاعادة اطلاق المفاوضات مع صندوق النقد الدولي ليفتح لنا الباب واسعا لعودة لبنان الى محيطه العربي والغربي وترميم علاقاته  مع الدول التي تشبهنا بعدما قادتنا السياسيات الخاطئة الى مكان لا يشبه اقتصادنا ولا علاقاتنا ولا طريقة عيشنا على الاطلاق.

وعن الحراك الدولي قال سكاف انه من المهم جدا ان نتوصل الى تفاهمات تنهي المفاوضات حول الحدود البرية والبحرية مع العدو الاسرائيلي بما يضمن مصالح لبنان ويوفر الإستقرار المطلوب لنستعيد حياتنا الطبيعية في لبنان ويعود لبنان الى موقعه الطبيعي بين دول العالم.

وانتهى سكاف الى التأكيد ان ما حصل يشكل دافعا الى اجماع لبناني على اهمية السعي الى حياد لبنان باسرع وقت ممكن لانه يشكل مخرجا لما نحن فيه من عزلة دولية شرط ان نواكبها بالسعي الى اعادة بناء ما تم تدميره.

ودعا سكاف بعض الاطراف الى التراجع عن السقوف العالية لتشكيل حكومة جديدة تتحمل مسؤولياتها للخروج بلبنان مما نحن فيه وهو امر سيستغرق سنوات من الجهد والتعب.