مجتمع
الأربعاء ٢٧ آذار ٢٠٢٤ - 09:56

المصدر: صوت لبنان

وداع الصحافي والأديب آدوار الزغبي

ودّع قضاء الكورة مع سائر الشمال الصحافي والأديب آدوار الزغبي في مأتم مهيب، فأُقيم قداس وجناز لراحة نفسه في كنيسة بلدته بزيزا برئاسة المطران يوسف سويف بمعاونة لفيف من الكهنة، وفي حضور النائب غياث يزبك ممثلاً الدكتور سمير جعجع، والنواب الدكتور فادي كرم وأديب عبد المسيح وجورج عطالله ورئيس أقليم الكورة الكتائبي مارك جبّور مثلاً رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل والسيدة فيرا يمّين ممثلةً النائب طوني فرنجية والنائب السابق جواد بولس ووجوه سياسية وصحافية وثقافية وحشد من أهالي بلدته وأصدقائه والجوار.
وألقى المطران سويف عظة عدّد فيها مزايا الراحل الذي “حمل رسالة الكلمة والإنسان وتميّز برقيّ عمله الصحافي سواء في صحيفة النهار التي منحها ٣٥ سنة من مداد قلمه، أو في صحف “نداء الوطن” و”المستقبل” و”التمدّن”، أو على منابر الإعلام والخطابة ومعاهد التربية وبرامج الإذاعات”.
وألقى شقيقه الكاتب والمحامي الياس الزغبي كلمة العائلة جاء فيها:
تتهيّب الكلمة في حضرة سيّدها، أغائباً كان بالجسد، أم ماثلاً بالروح.
هو الذي تتلمذت عليه أجيال، ليس فقط في دُور العلم والمعاهد، بل أيضاً على منابر الصحافة والخطابة والأدب والشعر وأثير الإذاعات لما يقرُب من ستّين عاماً.
كان مدرسة لطلّابه وزملائه معاً، في فنّ المراسلة والمقالة والأدب السياسي الرفيع، وفي انسياب الشعر والنثر، كجدولٍٍ عَذبٍ رقراق، على سحر بيانه وخطّ بنانه. وهو الذي قال فيه أحد الكبار في السياسة والمقام “يهزّ الشمال بإصبعَيه عبر جريدة النهار”.
وقد لامس حدّ الإعجاز في صوغ النصوص، فيخالها القارىء نثراً مُرسَلاً بينما هي شعرٌ على الأوزان والتفعيلات والقوافي، ضمّتها دفّتا كتابَين له: “أحزان تحت الأصابع” و”لا خطّة ولا محطّة”.
وسيعود إليكم بعد رحيله، وفي إحدى مناسبات ذكراه، في كتابٍ من مخزون ذاكرته المتوهّجة، يضمّ نصوصاً ومقالاتٍ تؤرّخ لنصف قرن من تموّجات الشمال وسائر لبنان، نَشَر بعضَها على مواقع التواصل، وبقي بعضُها الآخَر مخطوطاً.
آدوار الزغبي،
منكَ على لساننا شكرٌ لكلّ مودّعيك، مَن حضر منهم، ومَن اتصل، ومَن كتب من أهل الأقلام النبيلة الرفيعة.
وفي وداعك، رَفع لك أهل قريتك عباراتٍ جاء في إحداها:
“لقد ضاقت بكلمتك الأرض،
فاكتبِ الآن على صفحة السماء”.