خاص
play icon
الجمعة ٢٨ حزيران ٢٠١٩ - 08:29

المصدر: صوت لبنان

شديد: “مؤتمر المنامة” حمل معه ما يؤدي الى فشله ولا داعي للتباهي بإفشاله

رأى السفير اللبناني السابق في واشنطن انطوان شديد ان مؤتمر المنامة لم يكن ناجحا ويمكن القول في ضوء ما انتهى اليه من نتائج هزيلة انه “وكأنه لم يعقد”. وجدد التأكيد بان احدا لا يريد الحرب في الخليج. فالأميركيون يراهنون على اعطاء الأولوية في الحرب للعقوبات الإقتصادية والمالية على ايران واذرعها في الدخل والمنطقة على اي حل عسكري فيما ايران تصر انها لا تريد الحرب ايضا لكنها ترفض اي اعتداء على سيادة اراضيها ومياهها وترفض العودة باذرعها الى داخل الجمهورية الاسلامية الايرانية.

وقال السفير شديد أثناء مشاركته في حلقة “مانشيت المساء” من صوت لبنان انه ليس من المنطقي ان يصر مستشار الرئيس ترامب وصهره جاريد كوشنير  على تقديم الحل الإقتصادي للقضية الفلسطينية قبل الحل السياسي وتجاهل حل الدولتين.

وقال شديد من الصعب ان يصدق احدا ان ايران او اي من حلفائها قد اسقطوا “مؤتمر المنامة” فهو يحوي في شكله ومضمونه كل ما يؤدي الى افشاله. واعتبر  ان اكثرية من شاركوا في مؤتمر المنامة ومنها دول الخليج العربي لم يقتنعوا بالخطط الأميركية المرسومة للمنطقة ولكن كونهم من حلفائها كان عليهم المشاركة في المؤتمر بدليل ان العديد من المواقف الخليجية انتقدت الخطط الأميركية ولا سيما تجاهل المبادرة الأميركية لمشروع الدولتين والاصرار على اعتبار القدس عاصمة ابدية لاسرائيل في ما يصرون ان تكون القدس الشرقية عاصمة للدولة الفلسطينية الموعودة.

وقال شديد ان ما طرحه كوشنير يعود طرحه الى عقود سابقة من الزمن وقد سبقته اليها كل من ادارتي الرئيسين بوش الأب وبوش الإبن وكذلك الرئيس اوباما وقد اثبتت المفاوضات التي جرت في اكثر من محطة فشلها فما الذي تغير اليوم ليوافق المعنيون بهذه المبادرة. فهي لا تتلاءم واي من مطالب الشعب الفلسطيني. وان الجديد في قرارات واشنطن بالاعتراف بالقدس عاصمة لاسرائيل والسيادة الاسرائيلية على الجولان تزيد من العقبات امام المبادة الأميركية لا بل يمكن ان تقطع الطريق عليها.

وعن الموقف اللبناني من المؤتمر قال السفير شديد ان لبنان بجميع اطيافه لم يرفض اي مشروع بالإجماع المتوفر حول هذا المؤتمر معتبرا ان لبنان لا يمكنه القبول بما هو مطروح ولا داعي لكل هذه الحملات الإعلامية والمزايدات فليس هناك لبناني يتعاطف مع المبادرة لألف سبب وسبب. ولذلك قال شديد ليس لدينا اي مصلحة بالمشاركة في المؤتمر وان قرار مقاطعته كان وسيحظى بالإجماع الوطني الذي لا نقاش فيه.

على صعيد آخر قال ان القمة الأمنية بين رؤساء مجالس الأمن القومي الروسي والأميركي والإسرائيلي كان اهم بكثير من مؤتمر المنامة وعليه تقف الكثير من المستجدات التي يمكن ان تشهدها الساحات السورية والعراقية واليمنية عدا عن الإيرانية وسيكون لها تتمة بين الرؤساء المشاركين في قمة العشرين في اوساكا اليابان ولا سيما بين الرئيسين فلاديمير بوتين ودونالد ترامب.

وعلى صعيد الوضع في الخليج العربي اعتبر شديد ان ما يحصل لا يمكن ان ينتقل من مرحلة الحصار الإقتصادي الى العسكري فليس هناك من يريد الحرب وان حصلت فقد تكون بعد ان تأخذ العقوبات الأميركية على ايران مداها وخصوصا انها عقوبات مشددة بدأت تأتي بالنتائج التي يريدها الأميركيون في المنطقة.