خاص
play icon
الجمعة ١٢ تشرين الأول ٢٠١٨ - 08:04

المصدر: صوت لبنان

سليمان: قانون الانتخاب كرس المذهبية والأزمة الحكومية تجاوزت اكثر من مربع

رأى المحلل السياسي الدكتور حارث سليمان انها المرة الأولى التي يتلمس فيها عبور استحقاق تشكيل الحكومة اكثر من مربع باتجاه عملية التشكيل متوقعا حكومة جديدة في خلال اسبوعين من اليوم.

وقال سليمان لـ “مانشيت المساء” ردا على سؤال حول اعتبار ازمة تشكيل الحكومة في لبنان على انها ازمة نظام ام ازمة ساسة. فقال: ان الأزمة المستعصية التي نعيشها في لبنان ليست وحيدة. فالعالم العربي يعاني شبيهاتها في الكثير من الإستحقاقات الأساسية. ذلك ان المهل الدستورية والأنظمة غير محترمة في اكثر من دولة وتحديدا في دول المشرق العربي. فالنظم السياسية في العراق وسوريا ودول اخرى من الدول العربية غير مستقرة وشرعيتها نسبية والإنتخابات النيابية فيها مجرد مظهر من المظاهر طالما انها محكومة بالأحزاب الشمولية التي تسيطر على السلطة ومناحي الحياة فيها.

وأضاف: المؤسف ان هذه الأنظمة التي تدعي انها تراعي مطالب شعبها لم توفر له حتى اليوم ابسط حقوقه في العيش الكريم والصحة والتربية والمياه والحرية في القول والفعل كما نحن في لبنان. وهي وإن اختلفت اسبابها والدوافع اليها فما يجمعها مع لبنان انها لم توفر لشعوبها ابسط الحقوق البديهية للإنسان مقابل اصرارها على ممارسة كل اساليب القهر والظلم والقمع.

وكما هناك، ففي لبنان فلا تختلف سوى الظروف. فنحن نعيش في نظام طائفي ولا تقوم تحالفات انتخابية او حكومية إلا على هذا الأساس في ما بين الأحزاب الطائفية التي تكتسب شرعيتها وقوتها من تخويف محازبيها من الاخرين ولا شرعية لها إلا من هذا الباب الذي يقود اليه التحريض المستمر. بالإضافة الى احتكار السلطة وتوفير الخدمات للأزلام دون غيرهم وهي ظاهرة تفشت من خلال احتكار البعض لبعض الوزارات الخدماتية وهو ما يكرس مبدا الزبائنية خارج الأطر القانونية والدستورية.

وعن عملية تشكيل الحكومة والخلاف القائم حول الحصص والأحجام انتقد سليمان قانون الإنتخاب الذي كرس قيام التكتلات المذهبية معتبرا ان السعي الى تشكيل حكومة تختصر التركيبة النيابية من اخطر ما نواجهه فالقانون الجديد. ورد ذلك الى القانون النسبي الذي وسع قاعدة التمثيل نسبيا في مجلس النواب لكنه قلص التمثيل الحكومي الى الحدود القصوى فخسر كثر حقهم بالتمثيل الحكومي في ظل السعي الى احتكار السلطة من قبل من يدعون انهم الأكثر تمثيلا.

وحول ما يجري في سوريا قال ان اخطر ما تواجهه سوريا توزيع ثرواتها على القوى الخارجية فالساحل السوري بثروته الغازية والنفطية بات من حصة الروس وثرواته من الفوسفات من حصة الإيرانيين فيما يسيطر الأميركيون ومعهم الأكراد على الثروة النفطية. ولذلك فهو يتوقع ان يطول انتظار الحل السياسي الى مدى لا يتوقعه احد.