خاص
play icon
play icon pause icon
حارث سليمان
الجمعة ٣ كانون الأول ٢٠٢١ - 08:17

المصدر: صوت لبنان

سليمان لـ “مانشيت المساء”: لبنان ليس دولة “محتلة” إنما هو دولة “مخطوفة”

رأى الكاتب والمحلل السياسي الدكتور حارث سليمان ان لبنان قدم نماذج غير معروفة في العالم عن قيام الدول ونظام الحكم فيها كمثل أدارة بلد من دون موازنة وسدود بلا ماء وشركة كهرباء تنتج العتمة الى ان قدم نموذجا لوجود حكومة من دون مجلس وزراء.

وقال الدكتور سليمان اثناء مشاركته في حلقة من برنامج “مانشيت المساء” من صوت لبنان أنه يرفض القول ان لبنان بلد محتل إنما هو مخطوف، فالمحتل في القانون الدولي والأعراف مسؤول عن أمن الناس وسلامة المدنيين وإطعام الشعب وإدارة شؤون الدولة وتوفير الخدمات والتعليم والطبابة للمواطنين المحتلين ولكن في بلد مخطوف فان الخاطف يحمل العالم مسؤولية القيام بهذه المهام على جميع المستويات وهو امر ينطبق على وجود نظام خطف لبنان لصالح ايران وتحول اللبنانيون فيه الى ركاب طائرة مخطوفة وقد رفع الخاطف مسؤولياته عن اطعام اللبنانيين ويطالب المجتمع الدولي والبنك الدولي ومصر والاردن بتأمين الطاقة الكهربائية ودول اخرى لتوفير المساعدات الطبية والانسانية. لافتا الى وجود عصابة تفاوض العالم بعدما حولتنا رهائن فيينا ومأرب وبغداد وليس هناك من يمارس دور الدولة والمؤسسات الرسمية فيها.

وقال سليمان لا يمكن لمسؤول ان يفشل في ادارة اي ملف ويبقى في موقعه، فمثل هذا الفشل يشكل اكبر إدانة وطالما ان المسؤولين الذي كانوا على علم بوجود 2750 طنا من النيترات في مرفأ بيروت لم يمنعوا انفجارها فهم مسؤولون عما حصل. والأخطر أنهم يرفضون الحضور امام المحقق العدلي الساعي الى فهم ما حصل و يتمسكون بالحصانة التي وفرها اقرار الطائف للمجلس الأعلى لمحاكمة الرؤساء والوزراء والنواب بعد ان تنكروا ان مثل هذا المجلس لم يشكل لحمايتهم تجاه أي خطأ يرتكب انما من اجل المحاسبة الإضافية بعد محاكمتهم شعبيا.

واعتبر سليمان ان مواقف ح-ز-ب ا-ل-ل-ه مما يجري في لبنان باتت تعبر عن الأزمة التي يعيشها المشروع الإيراني في المنطقة؟ فهو يعيش حالات غير طبيعية كما في اليمن مثلا لقيام زنار من نار حول المملكة العربية السعودية ويسعى الى تحويل العراق الى مصدر لتمويل الفساد ومضرب مثال له. ولذلك يسعون الى حكومة وحدة وطنية للتخفيف من حدة خسارتهم الانتخابات النيابية التي جعلت شيعة العراق في مواجهتهم وسعيا الى البقاء في السلطة بوجود من سعى الى ان يكون العراق صديقا للجميع ينأى بنفسه عن الوقوف الى جانب طهران او واشنطن ومن هنا نفهم معنى محاولة اغتيال رئيس الحكومة مصطفى الكاظمي الذي قاد العراق باتجاه هذه المرحلة.

وعلى هذا المنوال، قال الدكتور سليمان: لذلك اعلن النصر في سوريا لمحور المقاومة ودخل الإماراتيون على الخط من اجل اقناع الاسد بالتطبيع مع اسرائيل بموجب خطة اماراتية – روسية على حساب ايران. وكذلك في لبنان الذي انتهى انتصاره على اسرائيل بفقدان الدولة ومؤسساتها وهيبتها وانتهاء دوره مستشفى وجامعة ومطبعة ومصيف الشرق. وبعد ان دمر مرفأ العرب في بيروت هناك من يسعى لحلف الأقليات بين المسيحيين في لبنان والعلويين في سوريا وشيعة العراق وأرمن أذربيجان.

وعن مصير الوساطات العربية طالب الدكتور سليمان بان يقوم لبنان بدوره اولا قبل طلب أي تدخل من هذا النوع. معتبرا ان المطلوب واحد. وهو قيام حكومة تضبط الحدود وتستعيد هيبة الدولة ومؤسساتها وابسط حقوق اللبنانيين بالحد الادنى من العيش الكريم ووقف التدخلات في شؤون الدول الأخرى.

وشدد سليمان على أهمية ان تنجح القوى التغييرية والمعارضة في لبنان بالوحدة والتضامن من أجل قيام حلف قوي ينهي الخلافات في ما بينهم من اجل اجراء الانتخابات تحت رقابة دولية مشددة واعادة تكوين السلطة بشبكة عابرة للطوائف والمذاهب من دون الحاجة الى “جبهة لبنانية” او “حركة وطنية”.

ولمن يبحث عن الشريك الشيعي المتحرر عن سطوة الثنائي امل وح-ز-ب ا-ل-ل-ه ومن خلفهم إيران قال انه موجود وبقوة. مؤكدا ان المعارضة الشيعية دفعت أثمانا باهظة أخرها في اغتيال لقمان سليم بعد قافلة اخرى من الشهداء . فاستهداف الشيعة بدأ مع حزب الدعوة وامل الإسلامية قبل قيام ح-ز-ب ا-ل-ل-ه عام 1982 والذي لم يبدأ يلعب دوره جهارا إلا في أعقاب تفاهم نيسان عام 96. مؤكدا ان كل ذلك لا يحول دون اعادة بناء الاجتماع السياسي الشيعي المستقل على أسس متينة وقوية.

وردا على كيفية إحياء العلاقة بين لبنان والخليج العربي اعتبر سليمان ان الخليج لن يعيد علاقاته بلبنان ولن يوفر الدعم المالي للبنان يمكن ان تستفيد منه “دويلة ح-ز-ب ا-ل-ل-ه”. معتبرا ان العالم يشاركهم هذا الرأي فلم يعد لإيران بعد خسارتها للعراق وعدم تحقيق اي تقدم في الحديدة ومارب سوى الساحة اللبنانية التي بنت عليها فرعها الثاني من التيار الوطني الحر وهو ما وضعها في موقف حرج في مفاوضات فيينا حول ملفها النووي.