خاص
play icon
play icon pause icon
مسعود المعلوف
الجمعة ٢٥ حزيران ٢٠٢١ - 07:56

المصدر: صوت لبنان

معلوف لمانشيت المساء: التفاهم حول “النووي الإيراني” قبل معالجة “أذرعتهم” في لبنان والمنطقة

رأى السفير المتقاعد مسعود المعلوف ان القمة الروسية – الاميركية شكلت انتصاراً للرئيس الأميركي الجديد جو بايدن على عكس آخر القمم التي عقدت بين بوتين والرئيس السابق دونالد ترامب والتي شكلت اهانة كبيرة للولايات المتحدة الاميركية. ودعا المعلوف الى التريث في قراءة النتائج المترتبة عليها على لبنان والمنطقة كما بالنسبة الى نتائج المفاوضات الجارية حول الملف النووي الايراني في فيينا معتبرا اننا لن نشهد على ثمارها ايا كانت ايجابية ام سلبية قبل ان تتبلور التفاهمات التي جرت حول أولويات كل دولة من هذه الدول والتي لا تلحظ الوضع في لبنان والمنطقة بشكل مباشر .

كان السفير معلوف يتحدث اثناء مشاركته في حلقة “مانشيت المساء” من صوت لبنان بعد أيام قليلة على عودته من واشنطن الى لبنان. واعتبر عند اجراء مقارنة بين آخر قمة روسية – أميركية مع ترامب واولى القمم مع بايدن. لافتا الى ان الاول سجل اكبر اهانة لبلاده عندما نفى بعد لقاء القمة انه لم يثبت وجود اي تدخل روسي في الانتخابات الاميركية التي خاضها ضد المرشحة هيلاري كلينتون على عكس ما قالته تقارير 17 مؤسسة امنية ومخابراتية اميركية. فيما توجه بايدن لملاقاة نظيره الروسي في جنيف متسلحا بمجموعة من الإنجازات التي حققها في الداخل الأميركي وبتفاهم غير مسبوق حققه في قمم الحلف الاطلسي والاوروبية والدول الصناعية السبع ليبلغه ان جميع هذه القوى تقف الى جانب واشنطن في المواجهة المفتوحة مع موسكو وبكين.

وحول ما حققته قمة جنيف قال انها قدمت أولويات الدولتين على القضايا الإقليمية فاعادا التمثيل الديبلوماسي بينهما بعد أشهر على مغادرة كل منهما كمدخل الى مناقشة الكثير من الملفات ومنها معضلات حقوق الإنسان من خلال المعتقل الروسي الكسي نافلتين والتغير المناخي والأمن السيبراني والتسلح النووي من باب الملف النووي الإيراني الذي سيشكل الحل بالنسبة إليه مفتاحا لحل باقي الملفات واولها ما يسمى بـ “اذرعة ايران” الارهابية في المنطقة والعالم كما الازمة في اوكرانيا وجزيرة القرم وصولا الى الحروب الدائرة في سوريا والعراق واليمن وغزة وانتهاء بالملف اللبناني.

وحول إمكان تخفيف العقوبات الاميركية على ايران ميز معلوف بين مجموعة العقوبات التي يمكن لبايدن ان يجمدها بقرارات شخصية نافذة، لكن القاسي منها ليس بيده ويحتاج الى اكثرية غير متوفرة في الكونغرس ومجلس النواب الاميركيين وهي عملية معقدة وصعبة. وحمل معلوف الى تحميل الرئيس ترامب مسؤولية التوسع الايراني في العالم وتفلتها من المراقبة الأممية على منشآتها النووية بعد انسحاب واشنطن من تفاهمها مع مجموعة الـ (5+1) وهو ما سمح لها بالوصول بالتخصيب الى 60 % كما نجحت في توليد ونشر اذرعتها في لبنان اليمن وسوريا ومناطق مختلفة من العالم.

وعن سبب غياب ملف لبنان عن قمة جنيف قال لو ان “حرب غزة” وقعت في لبنان لكن ذلك ممكنا ولذلك فليس صعبا علينا ان يكون الملف غائبا ولكنه سيحضر في وقت لاحق بعد معالجة الملف النووي الايراني وقد لا يكون بعيدا.

ورفض معلوف كل النظريات التي ربطت مصير الازمة الحكومية في لبنان بالاستحقاقات الإقليمية والدولية معتبرا ان مثل هذا الربط يعد جريمة لأنه يدل على نية البعض باستدراج الدعم الخارجي لاستخدامه واستثماره في الداخل اللبناني وهو عمل مدان وغير خاف على الكثير من اللبنانيين.

وانتهى معلوف الى التأكيد على ضرورة ان يعي أركان السلطة في لبنان ان مفتاح العلاج وتوفير الدعم الخارجي مرتبط بتشكيل حكومة قوية وحيادية توحي باستعادة الثقة المفقودة من الداخل والخارج وبدونه هذه المحطة لن يرى اللبنانيون دولارا واحدا من قرض او هبة او مساعدة وقد كان العالم كله واضحا في هذا الامر الذي لا يحتمل أي جدل كالذي قائم اليوم.